تعتبر زكاة الفطر أحد الأركان الأساسية في الإسلام، حيث يؤدي المسلمون فريضة الزكاة كوسيلة لتطهير أرزاقهم ومساعدتهم على القيام بالعبادات بشكل أفضل،ومع تنقل الأشخاص بين البلدان بسبب العمل أو العلاج، ظهرت تساؤلات عديدة حول مشروعية إخراج زكاة الفطر في بلدان غير البلدان التي يقيم فيها صاحب الزكاة،في هذا المقال، سنحاول تنظيم الأفكار حول هذا الموضوع من خلال استعراض آرائهم الفقهية والتقارير الحديثة عن هذا الشأن، بالإضافة إلى عرض بعض الفتاوى المتعلقة بذلك.
هل يجوز اخراج زكاة الفطر في بلد آخر خارج بلد الإقامة
طرحت العديد من الأسئلة المتعلق بإمكانية إخراج زكاة الفطر في دول أخرى غير بلد السكّان، مما دفع الفقهاء إلى تحليل الوضع،فقد أكّد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على ضرورة إذن زكاة الفطر، حيث يتوجب على المسلم إخراجها في المواطن الذى يقيم فيه، لكن قد يتطلب الوضع الخارجي تنفيذ بعض الشروط الأخرى،فباعتباره تأتي زكاة المال حسب مكانه، فإن زكاة الفطر تتبع صاحبها.
إخراج زكاة الفطر في بلد الإقامة هو الأفضل، لكن قد يسهّل الأمر إخراجها في بلد آخر إذا كان هناك حاجة تتطلب ذلك، مثل عدم توافر المحتاجين أو إذا كان هناك أقارب في بلد آخر محتاجون يمكن مساعدتهم عبر الزكاة،بالإضافة إلى ذلك، يعتبر نقل الزكاة بين البلدان مقبولًا تحت ظروف معينة دفعت الشخص للتفكير في خير المجتمع.
وجهات نظر الفقهاء حول الموضوع
أشار الفقهاء إلى أن زكاة المال مرتبطة بمكان المال، بينما تصرف زكاة الفطر في بلد من يقيم صاحبها منه،ولذا، ومن الأفضل إخراج زكاة الفطر في المكان الذي يقطن به الشخص، إلا أنه يمكن أن يكون شعور خاص للمسلمين للمساعدة في تحقيق مصالح أفضل للآخرين وليس فقط عبر الإجراءات المنطقية النمطية،ففي الأحيان التي تتطلب فيها السفر للخارج، يجب ألا يكون هناك خوف من عدم قبول أن يتم دفع زكاة الفطر في تلك الأماكن.
وفقًا للعديد من الفقهاء، يجب على الأفراد النظر في الفوائد المحتملة من نقل الزكاة إلى بلدان ذات مطالبات أعلى أو لمساعدة الأفراد الذين هم من أقاربهم في تلك البلاد،وكما أكد الدكتور صالح بن فوزان على أن مبدأ إخراج الزكاة يعتمد على فقراء البلد نفسه فبالتالي يكون إخراج الزكاة حالة دينية مبنية على الاحتياجات المختلفة.
فتوى دار الإفتاء الأردنية في حكم نقل الزكاة
جاء في استفسار يوجه إلي دار الإفتاء الأردنية حول هذا الموضوع، وأكدوا أنه يجوز نقل الزكاة من مكان إلى آخر بشرط وجود حاجة لذلك،وأصدروا الفتوى رقم 2685 بتاريخ 23-08-2012، تبين وجهة نظرهم القيمة حول هذا الموضوع الذي يهم شريحة كبيرة من المسلمين المهتمين بأداء عباداتهم بشكل كامل وصحيح.
خلاصة الموضوع في 5 نقاط
استناداً إلى ما تم استعراضه من آراء فقهية ومنهجية حول مسألة إخراج زكاة الفطر في بلد آخر خارج بلد الإقامة، يمكن أن نلخص النقاط المهمة التالية
- زكاة المال تتبع مكان المال، وزكاة الفطر تشدد على ضرورة دفعها في بلد صاحبها.
- الأفضل أن يتم إخراج زكاة الفطر في المكان الذي يقيم فيه الشخص.
- إذا كانت هناك حاجة ملحة، يجوز إخراج زكاة الفطر في بلد آخر.
- ينبغي إعطاء الأولوية لدفع الزكاة للأقارب المحتاجين كوسيلة لتعزيز العلاقات الأسرية.
- في حال عدم وجود مستحقين للزكاة في بلد الإقامة، فمن الضروري نقلها إلى مكان يحتوي على محتاجين.
في ختام الأمر، يتضح أن الإجابة عن تساؤل إمكانية إخراج زكاة الفطر في بلد آخر خارج بلد الإقامة ليست مباشرة، ولكنها تعتمد على تكامل بعض الظروف والحاجات الإنسانية،لا تقتصر الزكاة على المدفوعات المالية، بل تمتد لتشمل الأبعاد الاجتماعية والإنسانية في مجتمعنا.