تُعتبر فترة الحيض مرحلة حساسة تشهد فيها النساء تغييرات جسدية ونفسية،ويُعد هذا الموضوع من المواضيع التي تثير جدلًا كبيرًا بين المسلمين، خاصة فيما يتعلق بقدرة المرأة الحائض على ممارسة شعائرها الدينية،هناك الكثير من النساء اللواتي يشعرن بالحنين للتقرب من الله في أوقات الصلاة، لذا يطرح سؤال هل يجوز للحائض الجلوس على سجادة الصلاة من خلال هذا المقال، سنستكشف آراء العلماء حول هذا الموضوع الهام، وكذلك الأفعال التي يمكن للحائض القيام بها في تلك الأوقات،وسنسلط الضوء على كيف يمكن للمرأة أن تحافظ على صلتها بالله خلال هذه الفترة.
هل يجوز للحائض الجلوس على سجادة الصلاة
تحمل فترة الحيض في طياتها الكثير من التغيرات العاطفية والنفسية للمرأة، حيث قد تشعر بالتوتر والحساسية نتيجة للتغيرات الهرمونية،وتشتاق الكثير منهن إلى القرب من الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال الدعاء أو الذهاب إلى المسجد؛ وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كان يجوز لهن الجلوس على سجادة الصلاة،وعليه، فقد رأى الإمام النووي أنه لا يجوز للحائض البقاء في أماكن الصلاة أو الجلوس على السجادة المخصصة لذلك.
بالنظر إلى الأدلة الشرعية، نجد أن الشريعة تؤكد على أن السجادة، مثل المصلى، هي مكان مخصص للصلاة، ولذلك يلزم على الحائض الامتناع عن الجلوس عليها،يذكر الإمام النووي قوله “المصلى المتخذ للعيد وغيره، الذي ليس بمسجد لا يحرم المكث فيه على الجنب والحائض على المذهب، وبه قطع الجمهور.” وبالتالي، يتضح أن هناك نوع من الفقه يُعمل به في هذه المسألة.
الطاعات التي يمكن للحائض القيام بها
على الرغم من منعهن من الصلاة، إلا أن هناك العديد من الأفعال الإيجابية التي يمكن للحائض القيام بها خلال فترة الطمث،وهذا يشمل مجموعة متنوعة من العبادات التي تساهم في تعزيز الروحانية والشعور بالألفة مع الله، ويمكن تلخيص هذه الأفعال فيما يلي
1ـ الدعاء لله
يعتبر الدعاء من أجمل العبادات التي يمكن أن تمارسها المرأة في أي وقت، حتى خلال فترة الحيض،حيث قال الله تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ.” الدعاء يمنح الحياة معنى ويعزز من التواصل الخاص بين العبد وربه،تعتبر هذه اللحظات فرصة للتعبير عن المشاعر ومناجاة الله بكل ما يدور في النفس، مما يساعد على تخفيف الأعباء النفسية.
- زوال الأزمات والمشكلات فالله سميع ويحب تلقي الدعاء، وبالتالي يمكن أن يحمل الدعاء الحلول للمشاكل اليومية.
- التغلب على الأعداء يساعد الدعاء في مواجهة التحديات التي يمكن أن تواجهها المرأة يوميًا.
- الحصول على المغفرة تبقى فرصة العودة إلى الله بالدعاء واحدة من أفضل السبل للتخلص من الذنوب والشعور بالسلام.
- الشعور بالراحة والإطمئنان تعزز لحظات الدعاء الشعور بالأمان لدى الإنسان وتقلل من التوتر.
- التمتع بلذة الخشوع يمكن أن يؤدي الدعاء إلى الشعور بنعمة الله وفضله.
2ـ قراءة القرآن
خيارات قراءة القرآن تظل مفتوحة للحائض، ولكن يُفضل عدم لمس المصحف،قراءة القرآن تعتبر من العبادات الفاضلة التي تنعكس على الحياة اليومية للمرأة،فالقراءة تُدخل السكينة قلوب العباد وتعتبر وسيلة لحصد الأجر والثواب،وأوضح الله تعالى في كتابه الكريم فوائد القراءة في سورة “فاطر” حيث قال “إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ…” مما يدل على أهمية هذه العبادة في التقوى.
- الحماية من الشيطان تشكل قراءة القرآن حصنًا من وساوس الشياطين وأفكار السوء.
- دخول الراحة إلى القلب يشعر المؤمن الذي يقرأ القرآن باطمئنان وشعور بالسلام.
- حسن الخاتمة يُعد الله قراءته سببًا للترقي في الدرجات عند الله.
3ـ إخراج الصدقات
فيما يتعلق بمساعدة المحتاجين، يمكن للمرأة في فترة الحيض تقديم المعونة عن طريق التبرع بما تستطيع من مال أو طعام،فالتصدق من الطاعات التي تقرب الإنسان من الله وتزيد من الأجر.
4ـ الإعانة على الطاعة
تُعتبر مساعدة الآخرين على أداء العبادات نوعًا آخر من الطاعة،ويمكن للمرأة أن تساهم في تعزيز الروحانية في محيطها من خلال
- إيقاظ بعض أفراد العائلة لصلاة الفجر.
- مساعدة الإخوة على الدراسة.
- المساعدة في المنزل وإعداد الأجواء المريحة.
لا شك أن المرأة تعيش تأثيرات شتى أثناء فترة الطمث، إلا أن القيام بالعبادات المتاحة لها يعمل على تهوين المشاعر الصعبة ويعد مصدرًا للراحة النفسية.
بتحليل المعطيات السابقة، نجد أن فترة الحيض ليست فترة انقطاع كامل عن العبادة، بل يمكن للحائض أن تظل قريبة من الله من خلال العبادات البديلة المتاحة،يساعد فهم هذه الأمور على تأكيد موقف المرأة في المعبد الديني ويمكن أن يعزز من حس الانتماء لديها.