أكدت مملكة البحرين، خلال مشاركتها في الدورة الخامسة للمؤتمر المعني بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، موقفها الثابت والداعي إلى تعزيز الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
وشددت البحرين، عبر كلمتها التي ألقاها السفير جمال الرويعي، المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، على أهمية التعاون الدولي لإخلاء الشرق الأوسط من هذه الأسلحة، بما يتماشى مع قرار مؤتمر استعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 1995.
رؤية بحرينية لتحقيق الأمن الإقليمي
في كلمته خلال الجلسة العامة للمؤتمر، أكد السفير الرويعي أن البحرين ترى أن إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط يمثل خطوة جوهرية لتعزيز الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف:
“التزامنا بهذه القضية ينبع من إيماننا بأهمية تحقيق السلام والاستقرار عبر خطوات عملية تعزز الثقة المتبادلة بين الدول وتحد من التهديدات التي تواجه شعوب المنطقة.”
وأشار إلى أن إنشاء هذه المنطقة يسهم في الحد من التوترات السياسية والعسكرية، ويفتح آفاقًا أوسع للتعاون بين دول الشرق الأوسط في المجالات الاقتصادية والتنموية.
تعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية
ألقى السفير الضوء على أهمية التعاون الدولي في مجال الطاقة النووية السلمية، موضحًا أن هذا التعاون يجب أن يشمل زيادة تبادل المعارف والتقنيات النووية بين الدول الصناعية والنامية.
وأضاف:
“الاستخدام السلمي للطاقة النووية يمكن أن يكون أداة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تطبيقات متنوعة تخدم قطاعات الصحة، والزراعة، والصناعة، والبيئة.”
وأكد على ضرورة تعزيز منظومة الأمن والأمان النوويين في إطار الاستخدامات السلمية للطاقة، بما يضمن حماية الدول والشعوب من أي تهديدات محتملة.
دعوة للشفافية والتعاون مع الوكالة الدولية
شدد الرويعي على أهمية الشفافية في تطوير برامج الطاقة النووية السلمية، موضحًا أن هذه البرامج يجب أن تستند إلى الاحتياجات المنطقية للدول، مع الالتزام بالمعايير الدولية.
كما دعا الدول الأعضاء إلى التعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لضمان سلامة الأنشطة النووية ومنع أي تجاوزات قد تهدد أمن المنطقة.
وقال الرويعي:
“إن التعاون مع الوكالة الدولية هو الضامن الأساسي لتحقيق هدفنا المشترك بإقامة شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل، ويعزز من مصداقية الجهود الإقليمية والدولية في هذا الصدد.”
البحرين تدعو إلى تكثيف الجهود الدولية
في ختام كلمته، دعا السفير الرويعي الدول الكبرى إلى تحمل مسؤولياتها في دعم الجهود الدولية لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
وأشار إلى أن التزام جميع الأطراف بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، يمثل خطوة حيوية لتحقيق هذا الهدف.
وأكد أن البحرين ستواصل العمل مع شركائها الإقليميين والدوليين لضمان نجاح هذه المساعي، بما يخدم الأمن والسلام في المنطقة والعالم.