خنقوه بحبل وألقَوه حيًا في الترعة.. إحالة أوراق شقيقين للمفتي لقتل سائق توك توك

قررت محكمة الجنايات الاستئنافية، برئاسة المستشار خالد الشباسي، وعضوية المستشارين محمد القرش، وتامر الفنجري، ورامي حمدي، وبحضور رئيس النيابة أحمد شاهين، إحالة أوراق شقيقين إلى فضيلة مفتي الجمهورية، لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهما، بعد تورطهما في قتل سائق توك توك بطريقة وحشية، استنادًا إلى رواية وهمية اخترعها أحدهما للانتقام، مستغلًا شقيقه الأكبر وأقنعه بجريمة لا وجود لها.

بداية الحكاية: حفلة زفاف ونية مبيّتة

الواقعة تعود إلى ليلة من العام الماضي، حيث كان الشقيقان، وهما شابان يبلغان من العمر 27 و28 عامًا، ضمن الحضور في حفل زفاف بأحد القرى التابعة لمركز وادي النطرون عقب انتهاء الفرح، اقتربا من شاب في العشرينات من عمره يعمل سائق توك توك – يُدعى “م.س”، ويبلغ من العمر 26 عامًا – وطلبا منه توصيلهما إلى منطقة زراعية خارج نطاق القرية.

ركب الشاب التوك توك ببراءته المعتادة، وانطلق الثلاثة نحو مصير لم يتخيله الضحية كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، والطريق خالٍ تمامًا من المارة وما إن وصلا إلى منطقة نائية، حتى طلب أحد الشقيقين التوقف، وهنا بدأت الجريمة تتكشف لحظة بلحظة.

الاتهام المزعوم والطعنات الست

فور توقف المركبة، أخرج الشقيق الأكبر سلاحًا أبيض وبدأ في مواجهة المجني عليه باتهام مباشر بأنه على علاقة غير شرعية بزوجته الضحية أنكر تمامًا معرفته بها، وبدت عليه علامات الصدمة والارتباك، خاصة مع تصاعد نبرة المتهم. لكن إنكاره لم يكن شفيعًا له.

في لحظة انفعال، سدد له الشقيق الأكبر 6 طعنات نافذة في مناطق متفرقة من جسده، استهدفت البطن والصدر الدماء بدأت تسيل، لكن المجني عليه لم يلفظ أنفاسه بعد. وهنا تدخل الشقيق الأصغر، محاولًا خنقه باستخدام حبل كان بحوزته، لكنه فشل في إنهاء حياته.

إلقاء حيًا في الترعة.. وتثبيت الموت بالحجارة

أمام هذا الفشل، قررا التخلص منه بطريقة أخرى أكثر بشاعة حملاه من التوك توك، وتوجها به إلى أقرب ترعةوهناك، ألقياه حيًا في المياه، وراحا يقذفانه بالحجارة والطوب، حتى غاص جسده تمامًا، وتأكد كلاهما من وفاته.

التحقيقات تكشف الخدعة

جهود أجهزة الأمن نجحت في فك لغز الجريمة بعد العثور على الجثة، وكشفت التحريات أن الدافع الحقيقي وراء القتل لم يكن سوى “وهم” اختلقه الشقيق الأصغر. فقد تبيّن من التحقيقات أن هذا الأخير كان قد تحرّش بزوجة شقيقه، وعندما صدّته، قرر الانتقام منها بطريقته، فاختلق قصة عن خيانتها مع سائق التوك توك، وأقنع شقيقه الكبير أن عليه “الثأر لشرفه”، ليتحول الشك الكاذب إلى جريمة قتل كاملة الأركان.

القبض والمحاكمة

عقب القبض عليهما، واجه المتهمان التحقيق أمام النيابة العامة، التي قررت إحالتهما إلى محكمة الجنايات المحكمة في أول درجة أصدرت حكمًا بالإعدام شنقًا، وبعد الطعن على الحكم من المتهمين والنيابة، أعيد نظر القضية أمام محكمة الجنايات الاستئنافية، والتي انتهت إلى إحالة الأوراق للمفتي.

ومن المنتظر أن تُصدر المحكمة حكمها النهائي في جلسة 11 يونيو المقبل، بعد ورود الرأي الشرعي من فضيلة المفتي.