خلال الأشهر الأخيرة، شهدت العلاقات الدولية تحولات ملموسة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وكانت واحدة من أبرز هذه التحولات العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تأثرت بشكل كبير بسياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في هذا السياق، يُظهر تهميش ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال المرحلة الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والملف الحوثي أيضا، ويعد ذلك ضربةً قاصمة لمفهوم السيادة اليهودية الإسرائيلية، إنه حدثٌ بالغ الأهمية سيتردد صداه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهو يُلقي بظلاله على صورة دولة إسرائيل.
قام ترامب بتغيير المشهد تماما من أجل تحقيق مصالح اقتصادية مع دول الخليج، حيث أن التوازنات السياسية يمكن أن تتغير وفقًا للمصالح الاقتصادية والاستراتيجية.
كما يسعى ترامب بشكل متزايد إلى بناء شراكات جديدة مع دول الخليج تتجاوز العلاقات السياسية مع إسرائيل.
رحلة دبلوماسية دولية
وفي هذا الإطار توجه الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في أول رحلة دبلوماسية دولية له في ولايته الثانية، للملكة العربية السعودية و قطر ويختتم هذه الجولة بزيارة دولة الإمارات العربية وتتوسع أعمال عائلته في هذه الدول الثلاثة بشكل ملحوظ.
وقال صحيفة بيزنيس إنسايدر مؤخرا، إن مؤسسة ترامب أعلنت مؤخرا، عن مشاركتها في عدد من المشاريع الجديدة في البلدان الثلاثة، تم الكشف عن اثنين منها في الأسابيع القليلة الماضية.
ستُضاف هذه المشاريع المخطط لها إلى عشرات العقارات التي تحمل علامة ترامب التجارية حول العالم، بما في ذلك أبراج سكنية وفنادق تجارية ونوادي جولف خاصة وملاعب جولف عامة في أمريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، ولكن يبدو أن محور تركيز الشركة الرئيسي حاليًا هو دول الشرق الأوسط الغنية بالنفط.
في حين لم يعد ترامب مسؤولاً بشكل مباشر عن المؤسسة، فإن الصفقات التجارية لعائلته أثارت عدداً من المخاوف الأخلاقية والصراعات المحتملة على المصالح خلال فترتي رئاسته .
وفيما يلي الصفقات العقارية الحالية لمؤسسة ترامب في السعودية وقطر والإمارات .
الإمارات العربية المتحدة
في أواخر شهر أبريل، أعلنت مؤسسة ترامب عن تطوير فندق وبرج ترامب الدولي المكون من 80 طابقًا في دبي، الإمارات العربية المتحدة.
ويأتي المشروع بالشراكة مع دار العالمية، الذراع الدولية المدرجة في لندن لشركة التطوير العقاري السعودية دار الأركان، والتي تربطها علاقات وثيقة بالحكومة السعودية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.
وسوف ينضم العقار الجديد إلى نادي ترامب الدولي للجولف، الذي افتتح لأول مرة في دبي في عام 2017، بعد حوالي شهر من تولي ترامب ولايته الأولى في منصبه.
قطر
وأعلنت منظمة ترامب عن صفقة أخرى في نهاية شهر أبريل الماضي، إنشاء نادي ترامب الدولي للجولف في منطقة سميسمة خارج العاصمة القطرية الدوحة، بالشراكة مع شركة دار العالمية وشركة الديار القطرية، وهي شركة عقارية مملوكة للدولة.
وستتولى شركة دار جلوبال مسؤولية المالك والمطور للعقار، الذي سيستخدم اسم ترامب بموجب ترخيص، بحسب بيان صحفي صادر عن شركة العقارات.
ومن المقرر أن يتضمن المشروع ملعب جولف مكون من 18 حفرة ونادي جولف وفيلات فاخرة تحمل علامة ترامب كجزء من مشروع تطوير سميسمة الذي تبلغ تكلفته 5.5 مليار دولار على طول شريط يبلغ طوله 4 أميال من ساحل قطر.
المملكة العربية السعودية
لدى مؤسسة ترامب عدة مشاريع مقررة في المملكة العربية السعودية، وأعلنت منظمة ترامب العام الماضي عن تطوير برج ترامب المكون من 47 طابقا في جدة بالمملكة العربية السعودية، مرة أخرى بالشراكة مع دار العالمية.
نشر إريك ترامب مقطع فيديو يظهر برج ترامب الأنيق المطل على الشاطئ على موقع X في ديسمبر، وكتب: “فخور بشكل لا يصدق بإطلاق مشروع كان قيد التنفيذ لعدة أشهر، برج ترامب – جدة!”
ومن المقرر الانتهاء من بناء البرج السكني الفاخر المطل على البحر الأحمر في عام 2029، بحسب شركة دار العالمية .
وأعلنت شركة دار العالمية في بيان صحفي في ديسمبرأن منظمة ترامب تشارك في مشروعين عقاريين سعوديين آخرين، كلاهما في العاصمة الرياض .
وستقوم منظمة ترامب بترخيص اسمها للممتلكات التي تحمل علامة ترامب التجارية، والتي ستكون مملوكة بالكامل لشركة دار جلوبال وتديرها، وفقًا للبيان الصحفي.
خلال مؤتمر صحفي يوم الجمعة، سأل أحد الصحفيين المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت عما إذا كان ترامب يخطط لإجراء أي أعمال شخصية خلال رحلته هذا الأسبوع.
وردت قائلة إنه “من السخيف بصراحة أن يقترح أي شخص في هذه الغرفة أن الرئيس ترامب يفعل أي شيء لمصلحته الخاصة”.