شهدت إحدى المدارس الخاصة بمنطقة حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة، في الأيام الأخيرة، واقعة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط التعليمية والإعلامية، وذلك على خلفية مشاجرة وقعت داخل الفصل الدراسي بين نجل اللاعب السابق للنادي الأهلي حسام عاشور، الطالب إياد، وأحد المدرسين، وتطورت هذه الواقعة لتصبح محور اهتمام الرأي العام، حيث تبادل الطرفان، اللاعب والمدرس، الاتهامات بالتعدي، مما دفع الجهات المعنية إلى فتح تحقيق موسع للوقوف على ملابسات الحادث.
تفاصيل الحادثة.. الاتهام الأول من حسام عاشور
البداية كانت عندما تقدم حسام عاشور ببلاغ رسمي إلى قسم الشرطة، اتهم فيه أحد المدرسين بالتعدي على نجله داخل الفصل الدراسي، وأشار في بلاغه إلى أن المدرس قام “بجذب شعر الطالب وركله”، مما أسفر عن إصابات واضحة على جسده، ما تسبب في إثارة غضب عاشور، وأوضح لاعب الأهلي السابق في بلاغه أن نجله تعرض للضرب أثناء الحصة الدراسية، وطالب بفتح تحقيق فوري للكشف عن ملابسات الحادث ومحاسبة المدرس عن تصرفاته.
وأكد “عاشور” أنه يرفض أي نوع من الاعتداءات على أبنائه أو أي طالب في أي مكان، مشيرًا إلى أن هذه الواقعة تتطلب محاسبة شديدة للحفاظ على سلامة الطلاب داخل المؤسسات التعليمية، مضيفا أن الواقعة كانت بمثابة صدمة له ولأسرته، مطالبًا بتوضيح كافة التفاصيل المتعلقة بالحالة الصحية للطالب، وفتح تحقيق شامل.
الرد من المدرس.. نفي كامل للاتهامات
في المقابل، رد المدرس المتهم بتقديم بلاغ مضاد، حيث نفى تمامًا قيامه بأي تصرفات غير لائقة تجاه الطالب إياد، وأوضح المدرس أن ما حدث كان عبارة عن سلوك مشاغب من الطالب خلال الحصة، حيث بدأ يتلفظ ببعض العبارات الساخرة في محاولة للتشويش على سير الحصة الدراسية، وهذا السلوك تسبب في إثارة الفوضى داخل الفصل، ما دفعه للتدخل بغرض الحفاظ على النظام والتركيز داخل الصف.
وأكد المدرس أنه كان يتعامل مع الطالب إياد بكل احترام طوال فترة تدريسه له، وأنه لم يمارس أي نوع من التعدي أو العنف ضده، مشيرا إلى أنه كان قد أعد تقريرًا سلوكيًا عن الطالب، حيث كان سلوكه مشاغبًا وغير منتظم في الفترات السابقة، وهو ما يوضح وجود سابقة للتصرفات السلبية للطالب.
ورأى المدرس أن التقرير الطبي الذي قدمه والد الطالب، والذي يظهر فيه الإصابات، وصل إليهم بعد يوم من إعداد التقرير عن سلوك الطالب، مما أثار شكوكًا حول توقيت تقديمه، وهو ما اعتبره المدرس دليلاً على أن التقرير الطبي “مفبرك” -حسب تعبيره-.
كلام زوجة المدرس.. دفاع عن زوجها
من جانب آخر، أدلت زوجة المدرس بتصريحات حول الواقعة، حيث أكدت أن زوجها لم يقم أبدًا بأي تصرفات عنيفة مع الطالب إياد، معقبة: “زوجي ليس من طبعه استخدام العنف مع أي طالب.. هو دائمًا محترم وصبور في التعامل مع الجميع، وله سمعة طيبة في المدرسة”.
وأضافت زوجة المدرس، أن الاتهامات التي تم توجيهها إليه “ظلم كبير”، مشيرة إلى أن الحادثة أصبحت حديث الجميع في المدرسة وأن زوجها لا يستحق أن يتعرض لهذه الاتهامات.
تضامن طلاب المدرسة مع المعلم المتهم
وفي تطور آخر، أبدى عدد من الطلاب في المدرسة تضامنهم مع المعلم المتهم، حيث دشنوا هاشتاجًا على الصفحة الرسمية للمدرسة يعبرون فيه عن دعمهم له، وكتب الطلاب في التعليقات أنهم يعتبرون المدرس من أفضل المعلمين في المدرسة، مؤكدين أنه دائمًا ما تعامل معهم بكل احترام واحترافية، وأن هذا النوع من التصرفات غير مبرر ضد معلم يحظى بتقدير الجميع.
تحقيقات النيابة .. الشهادات والمراجعة الدقيقة
وبدأت الجهات المعنية التحقيق في الواقعة بشكل موسع، حيث تم استدعاء عدد من شهود العيان، من المعلمين والطلاب الذين كانوا حاضرين أثناء الحصة الدراسية، للاستماع إلى أقوالهم حول ما حدث داخل الفصل، و أكدت مصادر داخل المدرسة أن التحقيقات تسير في مجراها الطبيعي، حيث تجري مراجعة دقيقة للتقارير الطبية والشهادات الموثقة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأكد مصدر مسؤول في مديرية التعليم بالجيزة أنه “يجري متابعة هذه الواقعة عن كثب”، مشددًا على أن التحقيقات ستأخذ مجراها القانوني دون تحيز لأي طرف، والقانون سيأخذ مجراه وأنه “من الضروري احترام حقوق جميع الأطراف داخل المنظومة التعليمية”.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
تجددت ردود الفعل الحادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شهدت منصات مثل “فيسبوك” و”تويتر” تفاعلاً كبيرًا من مستخدمي هذه المنصات، بين مؤيد للرواية التي قدمها حسام عاشور وبين من يدافع عن المدرس. وقد أبدى البعض تعاطفًا مع الطفل، واعتبروا أن ما حدث يعد تعديًا صارخًا على حقه كطالب داخل المدرسة، في حين رأى آخرون أن ما حدث لا يعدو كونه سوء فهم أو تصرف غير مدروس من الطالب.
بينما تتواصل التحقيقات، تبقى القضية مفتوحة على كافة الاحتمالات، ولا يزال الجميع في انتظار توضيح الحقائق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.