النبي ﷺ دعا للمدينة بالبركة وجعل فيها ضعفي ما في مكة من الأجر

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن النبي محمد ﷺ دعا للمدينة المنورة بالبركة، كما أعلن حرمتها، وقال: “اللهم إن إبراهيم حرّم مكة، وإني أحرّم المدينة ما بين لابتيها، اللهم بارك لنا في مدّها وصاعها، واجعل فيها ضعفي ما في مكة من البركة”.

وأوضح الدكتور يسري جبر، خلال حلقة برنامج “اعرف نبيك”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن مكة المكرمة قد حُرّمت بأمر الله منذ عهد سيدنا آدم عليه السلام، ولكن بعد طوفان سيدنا نوح اندثرت معالم البيت الحرام، حتى جاء سيدنا إبراهيم وأرشده جبريل عليه السلام إلى قواعد البيت، فقام ببنائه مع ابنه إسماعيل عليه السلام، ثم أعلن حرمة مكة من جديد.

وأضاف أن المدينة المنورة تختلف، إذ إن النبي ﷺ هو من أعلن حرمتها بعد أن سكنها، وقال: “إني أحرّم المدينة”، ومنذ تلك اللحظة أصبحت المدينة حرمًا، لا يجوز صيدها، ولا قطع شجرها، ولا ترويع ساكنيها، وذلك ببركة سكنى النبي ﷺ فيها، ودعائه لها.

وأشار إلى أن النبي ﷺ عندما دعا أن يكون في المدينة “ضعفي ما في مكة من الأجر”، فإن الصلاة في المسجد النبوي تصبح بفضل هذه الدعوة مئتي ألف صلاة، إذ كانت قبل الدعاء بألف صلاة، ولما ضوعف الأجر لتكون ضعف ما في مكة (التي فيها مئة ألف)، أصبحت الصلاة في مسجده تساوي مئتي ألف صلاة، وقال: “تخيل الثواب حين تصلي في مسجد النبي ﷺ بعد دعوته، فهو بمئتي مليون أجر عند الله”.

وأكد الدكتور جبر أن المدينة كلها مباركة، وقد جعل النبي ﷺ تربتها شفاء، ووصف وادي العقيق بأنه “وادي من أودية الجنة”، بل إن جبل أُحد أيضًا “جبل يحبنا ونحبه”، مشيرًا إلى أن هذه البقاع كلها ارتبطت بسيرة النبي، وصحابته، وعبادتهم، وهجرتهم، فجعل الله فيها بركة عظيمة.

أما عن فضل مكة والمدينة، فأوضح أن العلماء اختلفوا: فذهب الإمام مالك إلى أن المدينة أفضل، وذهب الإمام الشافعي إلى أن مكة أفضل، “لكن الأمة أجمعت على أن البقعة التي تضم الجسد الشريف للنبي ﷺ هي أعظم بقعة خلقها الله، حتى من العرش والكرسي، لتلامسها مع أفضل جسد في الأكوان”.