كشمير تشتعل من جديد.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يهدد بحرب شاملة

تستمر الاشتباكات العسكرية بين الهند وباكستان لليوم الثاني على التوالي، مع تسجيل قصف متبادل عنيف عبر معظم خط وقف إطلاق النار في إقليم كشمير المتنازع عليه، وقد أعلن الجيش الهندي عن قصف 9 مواقع داخل الأراضي الباكستانية مساء أمس، مؤكدًا أنها “بنى تحتية لجماعات إرهابية مسؤولة عن الهجوم الذي وقع في أبريل الماضي في كشمير الهندية”.

 

وأفادت مصادر عسكرية بأن الضربات الهندية نُفذت على مرحلتين، واستهدفت ستة مواقع حيوية باستخدام طائرات حربية وصواريخ موجهة وطائرات مسيّرة، وأسفرت الهجمات عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين، وفق ما أعلنه الناطق باسم الجيش الباكستاني الجنرال أحمد رشيد.

 

ووفقًا لرويترز: القصف طال مناطق عدة على الحدود، وسط تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في المنطقة.

 

الرد الباكستاني: إسقاط طائرات هندية وقصف مواقع حدودية

في تصعيد سريع، أعلنت باكستان إسقاط 5 مقاتلات هندية، في حين شنّت هجمات مدفعية مكثفة على الشطر الهندي من كشمير، وأكد الجيش الهند بدوره مقتل 10 مدنيين وإصابة 35 آخرين نتيجة هذا القصف.

خلفية النزاع: هجوم بوهالغام يشعل شرارة الحرب

جاءت الشرارة الأولى للحرب من هجوم دموي وقع في منطقة بوهالغام بكشمير الهندية في أواخر أبريل 2025، حيث قُتل فيه 26 سائحًا هندوسيًا، واتهمت الهند جماعات مسلحة مدعومة من باكستان بالمسؤولية، مما دفعها إلى إطلاق العملية العسكرية “سندور” ردًا على هذا الهجوم.

 

ومع اشتداد القتال، بدأت موجات نزوح جماعية من المناطق الحدودية في كشمير، حيث فرّت مئات العائلات هربًا من القصف، وسط نقص حاد في الغذاء والرعاية الطبية، وحذرت المنظمات الدولية من كارثة إنسانية وشيكة ما لم يتم احتواء النزاع.

 

موقف المجتمع الدولي: قلق متزايد ودعوات للتهدئة

أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن قلق بالغ إزاء تصاعد العمليات العسكرية، داعيًا الهند وباكستان إلى “ضبط النفس الكامل” و”تجنب المواجهة العسكرية”، لأن العالم “لا يستطيع تحمل نزاع نووي في جنوب آسيا”.

 

أما الولايات المتحدة والصين عرضتا الوساطة بين الطرفين، وطالبت الأمم المتحدة بالعودة الفورية للحوار السياسي، ومن جهة أخرى عبّرت روسيا عن “قلق عميق” من إمكانية استخدام الأسلحة غير التقليدية.

هل يلوح شبح الحرب الشاملة في الأفق؟

مع استمرار التصعيد، يتزايد القلق من احتمال تحول النزاع إلى حرب شاملة بين الهند وباكستان، خاصةً في ظل وجود ترسانات نووية لدى البلدين. ويرى المحللون أن التصعيد الحالي هو الأخطر منذ سنوات، ويحتاج إلى تدخل دبلوماسي فوري لتفادي كارثة أكبر.