صوت هادئ، ونبرة رزينة، وتعامل راق، تلك كانت ملامح صالح سليم، المايسترو الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، والذي عبر إلى الساحة السينمائية كما يعبر القائد إلى الملعب، حيث مثل بطبيعته وشخصيته المحببه والصارمة والرومانسية، ولعب على أوتار القلوب ليسلبها ويحفر اسمه في عالم الفن من خلال خطابه الأشهر في “الباب المفتوح”، لم يكن مجرد مشهد، بل لحظة صادقة جعلت الجمهور يتعلق بشخصية حسين كما تعلق بليلى، بثلاثة أفلام، ترك سليم بصمة في الفن لا تنسى.
صالح سليم صاحب الخطاب الأشهر في الباب المفتوح
حقق صالح سليم شعبية جماهيرية واسعة من خلال تعلق الجمهور من تقديمه لشخصياته الجذابة والراقية في أفلامه الثلاث، لم يكن في البداية متمرسا في الفن كما كان مايسترو في العالم الكروي، ولكن بخطاب شهير وإحساس صادق استطاع سليم أن يحفر اسمه وسط كبار النجوم.

شارك سليم في فيلم السبع بنات والذي لم يلق قبول الكثير ولكم حقق من بعده نجاحا كبيرا في الشموع السوداء، حتى ودع سليم الساحة الفنية بفيلمه الأشهر والأحب “الباب المفتوح”، المقتبس من رواية لطيفة الزيات، الذي قدم شخصية حسين الذي وقع في حب ليلى، تلك الفتاة المحبة للحياة وتريد نيل حريتها في وقت كان يمنع الفتاة من المشاركة في الحياة الإجتماعية أو السياسية، ولكن ظهر البطل حسين ليدعمها ويسندها من خلال خطابه القصير والأشهر، قائلا: “أحبك وأريد منك أن تحبيني، ولكني لا أريد منك أن تفني كيانك في كياني ولا في كيان أي إنسان.. ولا أريد لك أن تستمدي ثقتك في نفسك وفي الحياة مني أو من أي أنسان.. أريد لك كيانك الخاص المستقل، والثقة التي تنبعث من النفس لا من الآخرين”.
الشموع السوداء
ويأتي دوره في “الباب المفتوح” نقيضا لشخصيته التي قدمها في “الشموع السوداء”، حيث كان سليم في الباب المفتوح أكثر رومانسية وحبا، على عكس دوره في الشموع السوداء الذي ظهر به بوجه وتعابير جامدة وشخصيه صارمة.

جسد سليم شخصية أحمد الشاعر الفاقد لبصره، بدون مبالغة في الانفعالات في نبرة الصوت أو حركات الجسد مما جعله يخطف الانظار في فيلمه الثاني الشموع السوداء بصحبه كلبة روي في الحقيقة.

السبع بنات
أما دوره الأول في ظهوره كضيف شرف في السبع بنات بشخصية “نبيل” لاعب شيش ومبارز سيف وهو خطيب الابنة الكبرى نادية لطفي، والذي يتوفى في حادث طائرة، ولكن لم يكن يلقي استحسان النقاد، إذ كان هو نقطة البداية لانطلاقة في عالم السينما، ورغم نجاحه في أفلامه اعتزال صالح سليم الفن تاركا ثلاث افلام من أيقونات السينما المصرية.