فجرت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة والتي طالب فيها بأن تتمكن السفن العسكرية والتجارية الأميركية من المرور عبر قناتي السويس في مصر وبنما دون دفع أي رسوم، جدلا كبيرا، وغضب واسعا.
وعلقت على ذلك إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي ، أنه بالنسبة لترامب، القنوات ليست من مخلفات التاريخ، إنها تذكيرات بأن من يتحكم في الأزمات الحالية، يتحكم في المستقبل أيضا.
وهنا، في عالم ديناميكيات القوة المتغيرة، تبدأ رؤية ترامب الأوسع للدبلوماسية القائمة على الموارد بالتبلور رؤية ستحدد معالم ولايته الثانية، بحلول الوقت الذي بلغ فيه الرئيس ترامب المائة يوم من ولايته الثانية، كانت سياسته الخارجية قد اتخذت بالفعل منعطفًا جريئًا وعدوانيًا بشكل واضح.
وأوضحت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي خلال تصريحات خاصة “مصر تايمز”، تحولت رؤيته للقوة الأمريكية، التي لم تعد تركز على التحالفات التقليدية أو الشراكات الاستراتيجية، إلى رؤية مبنية على السعي البارد والجاد وراء الأصول العالمية.
النهج الجديد
في هذه الحسابات الدبلوماسية الجديدة، لن تعتمد الولايات المتحدة بعد الآن على تعزيز العلاقات طويلة الأمد، بل على تعزيز السيطرة على الموارد الحيوية والبنية التحتية والمواقع العسكرية.
وأضافت كان هذا النهج الجديد انعكاسًا لهوس ترامب الراسخ بالأصول، وهي عقلية كانت جلية في هواجسه السابقة تجاه غرينلاند وكندا وقناة بنما، كل منها يرمز إلى إيمانه بأن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر أو تهيمن على مناطق رئيسية للحفاظ على قوتها العالمية.
السيطرة على الأصول الحيوية
وتابعت تسوكرمان كانت استراتيجية ترامب في السياسة الخارجية واضحة وضوح الشمس: فالقوة في العالم الحديث لا تنبع من الأيديولوجيات أو التحالفات، بل من السيطرة على الأصول الحيوية، سواءً كانت معادن غرينلاند غير المستغلة، أو الموارد الطبيعية الهائلة في كندا، أو ممرات الشحن الحيوية في قناة بنما، فقد رأى ترامب رقعة الشطرنج العالمية بنظرة ثاقبة، لا يمكن ضمان مكانة أمريكا في القمة إلا من خلال الهيمنة على هذه الموارد، مما يحول الجغرافيا السياسية إلى لعبة معاملات صفرية.
وأشارت إيرينا تسوكرمان محامي الأمن القومي الأمريكي، للوهلة الأولى، قد تبدو استراتيجية ترامب براغماتية، ففي النهاية، اعتمدت القوة الاقتصادية الأمريكية تاريخيًا على الوصول إلى الأسواق العالمية والسيطرة الاستراتيجية على الموارد، أليس كذلك؟ لكن نهج ترامب يضيف لمسة جديدة – لمسة عدوانية ومعاملاتية، في عالمه، لم تعد الجغرافيا السياسية مسألة بناء علاقات دقيقة أو ارتباطات دبلوماسية؛ بل تتعلق بتأمين ثروة ملموسة وقابلة للاستخراج، فإن عقيدة ترامب الجديدة تدعو إلى الاستيلاء على الأصول العالمية وتحويلها إلى صفقات مربحة.