قال اللواء علي حفظي، مساعد وزير الدفاع ومحافظ شمال سيناء الأسبق، إن سيناء ليست مجرد أرض، بل تمثل عبقرية جغرافية وتاريخية فريدة، موضحًا أن موقعها الاستراتيجي منحها مكانة لا مثيل لها، ليس في مصر فقط، بل في الشرق الأوسط بأكمله.
وأشار خلال مشاركته في برنامج “خط أحمر” الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذه البقعة المباركة التي أنعم الله عليها بفيض من الخيرات، تجمع كافة مقومات التنمية الشاملة من زراعة وصناعة وتعدين وطاقة وسياحة.
وأضاف أن سيناء تمتد على سواحل طويلة على البحرين الأحمر والمتوسط، مما يمنحها بعدًا اقتصاديًا وجغرافيًا مهمًا، يجعلها بمثابة بوابة مصر الشرقية.
وأكد اللواء حفظي أن كل أسرة مصرية تقريبًا لها شهيد أو بطل أو معمر في أرض سيناء، مما يخلق علاقة وجدانية بين المصريين وهذه الأرض، التي دارت عليها أهم معارك الدفاع عن هوية الوطن.
وأوضح أن القوات المسلحة خاضت منذ نكسة يونيو 1967 وحتى استرداد طابا عام 1989 ملحمة وطنية متكاملة استمرت 22 عامًا، شملت صراعًا عسكريًا دام 6 سنوات، وصراعًا تفاوضيًا استمر 9 سنوات، ثم صراعًا قانونيًا لتحكيم دولي دام 7 سنوات أخرى.
ولفت إلى أن ملحمة أكتوبر لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت نموذجًا نادرًا لتلاحم القيادة والشعب والجيش في وحدة هدف واستراتيجية تحرير الأرض واستعادة الكرامة. وأضاف أن تحرير سيناء هو امتداد لمعركة الوعي، ويجب أن تصل تفاصيله بدقّة إلى أذهان الأجيال القادمة.
وأكد أن إسرائيل كانت تهدف من خلال احتلال سيناء إلى قطع التواصل الجغرافي والثقافي بين المشرق والمغرب العربي، وهو ما يوضح خطورة الأطماع الاستراتيجية في هذه الأرض.
وختم اللواء حفظي حديثه بدعوة الشباب إلى فهم الأبعاد الحقيقية للقضية، والتعلم من هذه التجربة التاريخية، لأنها ليست فقط قصة نصر، بل درس في الصبر والإرادة الوطنية.