سر الطقس المصري للاستشفاء في “أربعاء أيوب”

ارتبطت الطقوس والعادات المصرية القديمة، بالمواسم و الأعياد ، كما أن هناك ارتباط وثيق بين الفلكلور المصري والقبطي، وبعض هذه المظاهر تتجلى خلال أسبوع الآلام الذي يسبق عيد القيامة المجيد.

 

“رعرع أيوب، يشفي من المرض ويخفف الذنوب“.. هكذا يردد البائع  المتجول في يوم الأربعاء الذي يسبق خميس العهد من أسبوع الآلام، ويتداول المصريين على اختلاف معتقداتهم الدينية، شراء هذا النبات الأخضر ويقومون بالاستحمام به، امتثالا لقصة نبي الله أيوب، الذي عانى من المرض لسنوات طويلة ولم يشف منه إلا بعد أن هداه الله للاستحمام بالرعرع.

رعرع أيوب 

وعلق على ذلك الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين، يعتبر أربعاء أيوب أو أربعاء الآلام، هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام، والذي يوافق هذا العام يوم 16 أبريل.

قصة سيدنا أيوب 

وأوضح الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين، في تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز”،  أن سبب التسمية بهذا الأسم تعود إلى سببين الأول هو انه كان يقرأ فى هذا اليوم سفر أيوب من التوراة، الذي يحكي قصة الألم ثم الانتصار، التي تتمثل في نبي الله  أيوب الصديق فى تحمله للألم وصبره وانتصاره يرمز إلى المسيح أيضا.

في هذا اليوم تحديداً، تتأمل الكنيسة المارونية بـ “أيوب”، الذي تحمّل الأوجاع والألم: “عرياناً خرجت من بطن أمّي، وعرياناً أعود إليه، الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الربّ مباركاً.”

مدينة العريش

وفي مدينة العريش توجد بقعة مقدسة، يعتقد الأهالي  أنها تلك التي اغتسل فيها أيوب من الوباء الذى أصابه وهى على أحد شواطئ ، ويسمى هذ  شاطئ بـ “أبو صقل” وهناك تدق الطبول ويحضر المرضى والمشوهين ومصابى الحوادث والحروب وتسير أفواجا على دقات الموسيقى الشعبية الى شاطئ ابو صقل للاغتسال بمائه مرددين (رايحين نجول الربدة..ربنا يكرم عبده، الدح يوه الدح يوه..معانا كل اللى يحبوه).

 

ثم بعد ذلك يتقدم شيخ متقدم في السن، يرتدى ثياب أبيض داعيا بأعلى صوته قائلا: (يا رب، يا رب، وأيوب إذ نادى ربه أني مسنى الضر وأنت ارحم الراحمين، يا شاف يا كاف يا معاف يا رب).

السيد المسيح 

الحكم على يسوع 

 

 والسبب الثاني يعود إلى،  أنه في هذا اليوم تحديداً، تتأمل الكنيسة أيضاً بالحكم على يسوع، وهذا ما يُفسّر اعتبار الأربعاء يوم صوم وقطاعة في أيام السنة الباقية، شانه شأن يوم الجمعة.

وبين أيوب والمسيح يسوع قاسم مشترك، ألا وهو الآلام والعذاب، والصبر، والتحمّل.

حسد الشيطان 

فقد وقعت تجربة أيوب بسبب حسد الشيطان له، وكذلك حدثت آلام المسيح بإيعاز من الشيطان، الذي دخل قلب يهوذا، وكل من دان يسوع المسيح وطلب صلبه، كما أنّ أيوب جُرِح من أصحابه الثلاثة، أمّا المسيح، فقد سلّمه يهوذا، وهو أحد تلاميذه، انتهت تجربة أيوب بالخير، وردّ له الله كل ما كان له ضِعفاً، وكذلك يسوع انتهى صلبه وموته بقيامة مجيدة، وبخلاص العالم.

وفي هذا اليوم أيضاً، تتمّ مباركة الزيت الذي به تمسح جباه المرضى والمؤمنين، رمزاً للشفاء والتشجيع.

هذه الرتبة كانت في الأساس سرّ مسحة المرضى، حيث يُمسح المؤمنون بالزيت الذي يرمز الى الشفاء والتشجيع والنور.

ويذكر أن خيانة يهوذا للمسيح واتفاقه مع اليهود على تسليمه لهم كانت فى هذا اليوم ولهذا فان الكنيسة تمنع القبلة فى الكنيسة من عشية الأربعاء (مساء الثلاثاء)، كما تحذف القبلة المقدسة (جزء من طقس القداس الإلهى) وذلك احتجاجا على اختيار يهوذا للقبلة كعلامة لتسليم المسيح لليهود، ويستمر هذا الأمر طوال الأيام الباقية من أسبوع الآلام إلى يوم العيد، كذلك يكون الصيام يوم الأربعاء طوال العام تذكارا لذلك اليوم.