ماكرون وجه صفعة دبلوماسية لنتنياهو أمام العالم من داخل مصر

قال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة الرئيس الفرنسي الأخيرة للمنطقة، وتحديدًا لمدينة العريش المصرية، تحمل في طياتها رسائل سياسية غاية في الأهمية تتجاوز حدود البروتوكول التقليدي.

 

زيارة الرئيس الفرنسي لمدينة العريش 

استطرد خلال مشاركته في حوار تليفزيوني، فرنسا تعد ثاني أهم لاعب دولي في الشرق الأوسط بعد الولايات المتحدة الأمريكية، ولها مواقف واضحة تجاه عدد من الملفات، أبرزها القضية الفلسطينية.
أضاف: “بخلاف بريطانيا، التي تتحرك وفق بوصلات أمريكية، لفرنسا صوت مستقل في السياسة الخارجية، وهي دولة ضامنة لاتفاقيات حساسة في المنطقة، مثل الاتفاق البحري بين لبنان والكيان الإسرائيلي، رغم أن إسرائيل تراجعت عنه لاحقًا”.

ورأى غباشي أن رسائل هذه الزيارة ليست موجهة فقط لإسرائيل، بل أيضًا للولايات المتحدة الأمريكية، التي تفرض إجراءات جمركية عقابية طالت أكثر من 180 دولة، ما تسبب في غضب غربي واسع النطاق.
وأكد أن فرنسا اليوم تقف في صف روسيا والصين في دعمها للحق الفلسطيني، لكنها تواجه تحديًا في قدرتها الفعلية على ممارسة ضغوط حقيقية على أمريكا والكيان الإسرائيلي، لوقف المجازر الجارية في غزة والضفة ولبنان وسوريا.
وأوضح الدكتور مختار غباشي بأن الرسالة الأهم التي حملتها زيارة ماكرون ليست فقط سياسية أو إنسانية، بل تعكس تغيرًا نسبيًا في المواقف الأوروبية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وتعيد الاعتبار للعدالة الدولية ولقضية طالت معاناتها لعقود طويلة.
وأشاد نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، بزيارة الرئيس الفرنسي إلى العريش ورفح، ووصفها بأنها الزيارة “الأكثر رمزية”، لما تحمله من تضامن عملي وميداني، خاصة بعد أن شاهد بعينه مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات، والتي لا تزال ممنوعة من دخول غزة، رغم أنها مرسلة منذ أوائل مارس، مؤكدًا أن الرئيس الفرنسي نفسه عرض هذه الشحنات خلال المؤتمر الصحفي ليكشف للعالم حجم التعطيل المتعمد.
وأضاف ، فرنسا تعارض بوضوح تهجير الفلسطينيين سواء كان قسريًا أو طوعيًا، كما أعلنت دعمها لحل الدولتين، بل ألمح الرئيس ماكرون إلى إمكانية اعتراف بلاده بدولة فلسطينية في يونيو القادم، وهو تطور غير مسبوق في السياسة الأوروبية الحديثة.