السودان.. القطاع الصحي يظهر ضعفه بعد معركة دارفور

أظهر القطاع الصحي في السودان ضعفه البالغ، بعد قيام القوات المسلحة السودانية بتنفيذ غارات جوية مركزة استهدفت سوق طرة المزدحم بالمدنيين في ولاية شمال دارفور.

وأشارت تقديرات الخبراء والمجموعات الحقوقية المحلية والدولية إلى أن أعداد القتلى زادت عن 400 قتيلا، بالإضافة إلى مئات الإصابات نتيجة للضربات العنيفة المتتالية التي استهدف منطقة السوق وما حولها.

مصابون بلا رعاية

وتسبب انهيار القطاع الصحي في السودان في تفاقم مأساة سوق طرة بشمال دارفور، إذ لم تصل سيارات الإسعاف ولا الفرق الطبية لموقع الضربة من أجل تقديم العلاج العاجل والرعاية الصحية للمصابين.

واحتاج الكثير من المصابين لتدخلات طبية عاجلة، لكنهم لم يجدوا أي رعاية طبية، بعدما أصبحت المؤسسات الصحية والفرق الطبية هدفا للضربات العسكرية.

وكان النازحون قد تمركزوا في منطقة طرة هربا من مناطق النزاعات العسكرية، واضطر بعض المرضى منهم إلى قطع مسافات طويلة للذهاب إلى المناطق التي تقدم رعاية طبية، لكن لم يكن هذا الأمر متاحا طوال الوقت بسبب صعوبة التنقل.

تحذيرات الصحة العالمية

وحذرت منظمة الصحة العالمية على مدى الأشهر الماضية من تفاقم الأزمة الصحية في السودان، ودعت إلى إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة والعمل على إنهائها.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدحانوم غيبريسوس، إن المنظمة تلتزم بالوصول إلى جميع السودانيين المحتاجين للمساعدة الطبية، داعيا المجتمع الدولي للتحرك العاجل لمساعدتهم.

وأشار مدير المنظمة إلى أن المجتمع الدولي “قد يكون نسى السودان، ولا يولي الصراع الدائر بها اهتماما بالغا”، مشيرا إلى أن ذلك يترتب عليه نتائج خطيرة من بينها عدم وجود رعاية صحية مع توقف الإمدادات والدعم للقطاع الطبي.

وفي تقرير لها، كشفت منظمة الصحة العالمية عن وقوع أكثر من 100 هجمة على المرافق الصحية خلال أول 500 يوم فقط من الصراع، وهو ما تسبب في خسائر ضخمة في المنشآت الطبية.

كما أصبحت الفرق الطبية هدفا للضربات العسكرية، الأمر الذي دفع الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي لترك المنشآت خاوية والفرار من أجل النجاة بحياتهم.

تدمير القطاع الصحي

وكشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن تدمير أغلب البنية التحتية للقطاع الصحي في السودان، بعد تكرار الهجمات الجوية على المرافق الصحية والعاملين بها.

وقالت إيميلي شباط التي تشرف على البرامج الصحية للجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، إن الوضع في العيادات الصحية بالسودان “تعجز الكلمات عن وصف سوء حالته”.

وأشارت شباط إلى النقص الحاد في الأدوية والغذاء والمياه بالسودان، وافتقار كبار السن والنساء والأطفال للعلاجات الأساسية، وغياب خدمات الغسيل الكلوي وأدوية السكري وغيرها من أدوية الأمراض المزمنة.

ووثق الصليب الأحمر انتهاكات تحدث في مناطق الرعاية الصحية وتخريبها، مع وجود تهديدات بحق العاملين بها، والمرضى الذين تعرض بعضهم لعنف جسدي، وحرمان المدنيين من تلقي الرعاية الطبية.

وتفشت أمراض عديدة في السودان خلال الأشهر الماضية، بسبب تعطل القطاع الصحي عن تقديم الخدمات، وتوقف حصول المواطنين على لقاحات من الأمراض الموسمية والفيروسات الخطيرة التي تهددهم.