المسرح لا يُستبدل بالتكنولوجيا وغيابه يُفقد المجتمعات هويتها الثقافية

أكد المخرج اللبناني قاسم إسطنبولي، مؤسس المسرح الوطني اللبناني، أن المسرح سيبقى دائمًا منبرًا للتغيير وخشبة خلاص للناس رغم الأزمات التي يعيشها العالم العربي، موضحًا أن المسرح يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي، مشيرًا إلى أن القضايا التي تطرحها النصوص المسرحية العالمية ما زالت تحاكي واقعنا، مثل صراع الفقير والغني، والخير والشر، والبحث عن الحرية، في حديث خاص بمناسبة اليوم العالمي للمسرح.

 

حول تأثير التكنولوجيا على المسرح، شدد إسطنبولي خلال مداخلة على قناة “القاهرة الإخبارية“، على أن المسرح سيظل علاقة حميمة بين الممثل والجمهور، سواء داخل المسارح التقليدية أو في الفضاءات المفتوحة، ورغم أن التكنولوجيا تعزز جمالية العروض المسرحية، إلا أنها لا تلغي التفاعل المباشر بين الممثلين والجمهور، الذي يبقى العنصر الأساسي في تجربة المسرح.

وأشار إلى أنه خلال جائحة كورونا، تمت تجربة المسرح عبر الإنترنت، لكن ذلك لم يعوض تجربة الحضور المباشر والتفاعل الحي، وهو ما يؤكد أن المسرح لا يمكن أن يُستبدل بالكامل بالتقنيات الحديثة.

 

وحول مدى اهتمام الجيل الجديد بالمسرح، قال إسطنبولي إن نوعية المسرح المقدَّم تلعب دورًا مهمًا في جذب الشباب، خاصة في ظل غياب المسارح في بعض المناطق، مؤكدًا أن المسرح بحاجة إلى دعم المؤسسات الحكومية والخاصة، وإلى ضمان حرية التعبير، فالمسرح بلا حرية يفقد معناه.

 

وأضاف أن المسرح ليس ترفًا، بل هو جزء أساسي من هوية الشعوب، لافتًا إلى أن البلدان التي لا تحتفي بالمسرح تفتقد للحياة الثقافية الحقيقية.

 

فيما يتعلق بتأثير المدارس المسرحية المختلفة، أكد إسطنبولي أن الأهم هو أن يشعر الجمهور بالمتعة والتفاعل مع العروض، بغض النظر عن الأسلوب المسرحي المستخدم، قائلاً: “المسرح ليس للنخبة فقط، بل للعامل والفقير والتاجر والمثقف، لأنه حق للجميع”.