أكَّد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد، عضو مجلس حكماء المسلمين عضو مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدبي، أنَّ الإسلام جاء لتعزيز المواطنة بمفهومها الشامل، التي تقوم على التآلف والتعاون بين كافة أفراد المجتمع بما يحقق البناء المجتمعي والنصرة عند الحاجة، وهو ما بيَّنه النبي عليه الصلاة والسلام عند أول مقدمه المدينة المنورة فلم يبرح حتى أرسى قواعد المواطنة بين أبناء البلد الواحد بما يسمى بوثيقة المدينة التي حَفِظَت حقوق المواطنين، بمختلف دياناتهم وقبائل الأوس والخزرج بمختلف مشاربهم والمهاجرين.
وقال فضيلته، في الحلقة التاسعة من البرنامج الرمضاني “قيم إنسانية مع الحكماء”، الذي يُبثُّ على صفحات مجلس حكماء المسلمين، إنه يجب على كل فرد من أبناء الوطن الواحد مسؤولية حماية ونصرة هذا البلد ضد كل من أراده بسوء؛ ليبقى المجتمع آمنًا مطمئنًّا، يحمي بعضه بعضَا، وينصر بعضه بعضًا، ولذلك ورد في الأثر أن حب الوطن من الإيمان، فلا يكمل إيمان المرء وإسلامه إلا مع الطمأنينة والرخاء، فإنْ داهمه الخوف على النفس أو المال أو الأهل، لم يتمكَّن من أداء مفترضاته الدينية التي شرعها الله تبارك وتعالى عليه والاجتماعية، فكان من الواجب على كل إنسان أن يعيش في أمن وطمأنينة بوطنه، وأن يكون حارسًا أمينًا على وطنه؛ كحرصه على نفسه.
وأضاف عضو مجلس حكماء المسلمين أنَّ هذا يجب أن يكون شعورًا نفسيًّا قبل أن يكون قانونيًّا؛ لأنه إن لم يكن كذلك، فإنه لن يبالي بضياع الوطن وخرابه، وهذا ما هو مشاهد ملموس في تأريخ الأمة الإسلامية قديمًا ومعاصرًا، فإن الأوطان لم تستبح إلا بعدم المبالاة بالوطنية، وقد ضرب الله تبارك وتعالى لنا في محكم كتابه مثلًا واقعيًّا لاستقرار الأوطان ودمارها، كما قال سبحانه وتعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [النحل: 112]، وهذا مثلٌ حيٌّ بيَّنه الله عز وجل لمن يخاطر بالأوطان.
وتبث صفحات مجلس حكماء المسلمين خلال شهر رمضان المبارك ٥ برامج رمضانيَّة، هي “الإمام الطيب” و”أمة واحدة” و”قيم إنسانية مع الحكماء و”هلال التعايش” و”أخلاقنا”، وذلك في إطار الإستراتيجية الإعلاميَّة للمجلس الهادفة لتوظيف كافة المنصات في نشر وتعزيز قيم الحوار والسَّلام والتَّسامح والتعايش الإنساني.