أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم (السبت) في أعقاب تقييم للوضع أجراه رئيس الأركان اللواء إيال زامير أنه ينوي الرد بشدة على إطلاق النار من لبنان، وحتى الآن لم تعلن أي جهة في لبنان مسؤوليتها عن إطلاق ستة صواريخ على الأقل، لكن الجيش الاسرائيلي أوضح أنه يعتبر “دولة لبنان مسؤولة عن الحفاظ على الاتفاق (وقف إطلاق النار – 17)”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه لا يوجد أي تغيير في تعليمات قيادة الجبهة الداخلية.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية أنه لم يعد إلى المطلة التي أطلقت منها الصواريخ من لبنان صباح اليوم سوى 8% من السكان، على الرغم من أن الحكومة قررت منذ بداية الشهر عدم وجود أي خطر أمني يمنع العودة إلى كافة التجمعات الشمالية، إن الدمار الواسع الذي لحق بمنازل المستعمرة يجعل العودة إليها أمراً صعباً، ولكن هذا ليس كل شيء.
في أعقاب ذلك، أفادت وسائل إعلام لبنانية بقصف مدفعي إسرائيلي على بلدة يحمر الشقيف جنوب البلاد، وأفادت قناة العربية بوجود اتصالات لبنانية مع اللجنة المشرفة على اتفاق وقف إطلاق النار لمنع التصعيد مع إسرائيل.
وقال الرئيس اللبناني جوزف عون: “إن ما حدث اليوم في الجنوب وما يحصل هناك منذ 18 شباط يشكل اعتداءً مستمراً على لبنان وضربة لمشروع إنقاذه”، وجاء في بيان للرئاسة اللبنانية أن عون يدين ما وصفه بمحاولات إعادة بلاده إلى دوامة العنف.
ودعا كل القوى في جنوب لبنان، وفي مقدمتها الجيش ولجنة مراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، إلى مراقبة الأحداث بشكل جدي وضبط أي خرق، وطلب من قائد الجيش اتخاذ الإجراءات اللازمة على الأرض للحفاظ على أمن المواطنين والتحقيق فيما حدث.
و منذ دخول وقف إطلاق النار مع حزب الله حيز التنفيذ، واصلت إسرائيل مهاجمة أهداف في لبنان لمنع انتهاكات الاتفاق ونقل الأسلحة التي من شأنها أن تسمح للمنظمة بإعادة تأهيل نفسها.
لقد هُزم حزب الله في الحرب، كما ضعفت قوته الداخلية داخل لبنان، وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار، طُلب من الجيش اللبناني السيطرة على المناطق في جنوب لبنان التي كانت في السابق تحت سيطرة حزب الله.
منذ انقضاء الموعد النهائي لانسحاب جيش الدفاع الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، بقيت القوات الإسرائيلية متمركزة في خمس نقاط استراتيجية جنوب البلاد قبل بضعة أسابيع، قسّم مسؤول عسكري الهجمات في لبنان إلى ثلاث فئات: هجمات على الحدود مع سوريا ضد عمليات نقل الأسلحة؛ وهجمات ضد انتهاكات حزب الله التي لا تعالجها آلية الرصد الدولية لاتفاق وقف إطلاق النار؛ وإحباط محاولات النشطاء في جنوب لبنان.
وذكرت وكالة رويترز أن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام حذر من احتمال تجدد القتال في جنوب البلاد، وقال: “يجب اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية والعسكرية لإظهار أن لبنان هو الذي يقرر في أمور الحرب والسلم”، ونقل رسالة إلى ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت: “ندعو الأمم المتحدة إلى زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية”.