يتطلع المدرب الإسباني لويس جارسيا لقيادة منتخب قطر للتأهل إلى كأس العالم 2026 في أمريكا وكندا والمكسيك، لتكون هي المرة الأولى في تاريخ العنابي التي يشارك فيها في المحفل العالمي عبر التصفيات الآسيوية، بعد أن سبق له المشاركة في كأس العالم 2022 التي جرت على أرضه.
قيادة منتخب قطر للتأهل إلى كأس العالم 2026
وفي سن الرابعة والأربعين يستعد لويس جارسيا لخوض تحدٍّ جديد، رغم أنه ليس غريبًا على المنتخب الوطني الذي يقوده، حيث عمل مساعدًا لتانتان ماركيز مع منتخب قطر لمدة عام، ونتيجة ذلك، قرر الاتحاد القطري لكرة القدم وضع ثقته في لاعب إسبانيول، وريال سرقسطة، ومورسيا، ومايوركا السابق؛ لمساعدتهم على التأهل إلى كأس العالم.
ويتولى جارسيا قيادة العنابي منذ ديسمبر 2024، بعد خروج قطر من دور المجموعات في كأس الخليج، وستكون أولى مبارياته كمدير فني يوم الخميس المقبل خلال مواجهة العنابي أمام ضيفه كوريا الشمالية ، تليها مباراة خارج أرضه أمام جمهورية قيرغيزستان يوم الثلاثاء المقبل.
وأجرى جارسيا مقابلة مع الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لمناقشة الوضع الحالي لقطر، وتطلعاته على المدى القريب والبعيد، وكل ما تعلمه من المدرب الأسطوري للمنتخب الإسباني لويس أراجونيس، وما تعنيه المشاركة في كأس العالم.
وعن انتقاله من منصب مساعد المدرب تانتان ماركيز إلى منصب المدير الفني لمنتخب قطر، قال “لأكون صريحًا، كان الأمر غريبًا بعض الشيء، عادةً، عند إقالة المدرب، يُستبدل جميع أفراد الجهاز الفني، ولكن لأن عقود المساعدين والمدرب غير مرتبطة هنا، أتيحت لي فرصة تولي المسؤولية، إذ لم تسر الأمور كما هو مخطط لها في تصفيات كأس العالم الأخيرة، فقرروا محاولة إنقاذ الموقف، وتغيير المدرب”.
وأضاف “علاقتي بتانتان ممتازة، ورحيله أثر عليّ كثيرًا. جئتُ إلى هنا معه وأردت الرحيل معه، لكن فرصة تولي المسؤولية أتيحت لي. تانتان نفسه شجعني على قبول الوظيفة، بالإضافة إلى أنني أعرف البلد واللاعبين جيدًا، لذا كان الأمر منطقيًا”.
وأشار “نخوض كل مباراة بحماس وإيمان بقدرتنا على الفوز، ورغم أن منتخبي كوريا وقيرغيزستان يحتلان المركزين السادس والخامس على التوالي، إلا أن الفوز عليهما سيكون صعبًا للغاية. الفارق بين المنتخبات يتقلص شيئًا فشيئًا، والتفاصيل الصغيرة هي ما يميز المنتخبين. في الواقع، تعادلنا 2 /2 مع كوريا في لاوس، وباستثناء تعادلهما في مباراتين، لم يخسرا أي مباراة أخرى إلا بفارق ضئيل”.
وعن شعوره بالمشاركة في كأس العالم كمدرب بعد عدم مشاركته في المونديال كلاعب ، أوضح جارسيا “لا شيء يُضاهي فرصة اللعب في لكأس العالم، يخوض المدربون الإسبان غمار التدريب، ويتنقلون حول العالم لتدريب منتخبات مختلفة، نظرًا لكثرة الطلب عليهم هذه الأيام. كنتُ محظوظًا بالحضور إلى هنا كمساعد لتانتان في كأس آسيا، حيث تُوّجنا أبطالًا. كان ذلك إنجازًا عظيمًا لنا. فازت قطر بالنسختين الأخيرتين من البطولة، وهذا إنجازٌ كبيرٌ لبلدٍ مثل بلدنا. إن تدريب أبطال آسيا شرفٌ لي، وخطوةٌ هائلةٌ إلى الأمام في مسيرتي المهنية، وكذلك في تطوري كمدرب، لأن قيادة منتخب وطني تختلف تمامًا عن تدريب فريق ناد”..
وتحدث جارسيا عن القائد أكرم عفيف الذي يمتلك أكثر من 100 مباراة دولية مع منتخب قطر، وقال “إنه لاعب كرة قدم رائع، وجزء أساسي بالنسبة لنا. كنا زملاءً في الفريق في بلجيكا خلال فترة لعبي مع أوبين. عندما بدأ اللعب معنا، كان من الواضح أنه لاعب استثنائي. إنه بالنسبة لنا كما هو ميسي بالنسبة للأرجنتين، لاعب فريد من نوعه، وشخصية استثنائية تمامًا. كان مذهلاً للغاية في كأس آسيا، واختير أفضل لاعب في آسيا. هذا ليس محض صدفة، بل لأنه موهبة فذة. يمكنه إحداث الفارق في أي وقت خلال المباراة. الجميع في آسيا وقطر يدركون ذلك تمامًا”.
وبشأن قيادة قطر إلى كأس العالم 2026، أكد “سيكون شرفًا عظيمًا. كل مدرب يستمتع بهذه اللحظات والبطولات المهمة. لا توجد منافسة أكبر من كأس العالم، ولا شرف أهم من تمثيل أمة بأكملها. أعرف ما يعنيه وصول قطر إلى المونديال. سيكون إنجازًا رائعًا للبلاد، ونأمل أن نتمكن من الاستمتاع به في عام 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك”.
وعن توقعاته لتجربة مدربه السابق في إسبانيول، الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، المدير الفني للمنتخب الأمريكي، أوضح “أمامه مهمة صعبة. كرة القدم في الولايات المتحدة تشهد تطورًا سريعًا، وتُنتج الكثير من اللاعبين الموهوبين. لم تتح لي الفرصة للتحدث معه، لكن آمل أن تتاح لنا فرصة اللعب ضد بعضنا البعض في عام 2026”.
وعن مدى استفادته من أسلوب تدريب لويس أراجونيس كأحد لاعبيه في معسكرات المنتخب الإسباني المختلفة، أشار “إذا كان هناك شيء واحد تعلمته من تلك التجربة، فهو أن لويس كان واضحًا في نهجه، وكان يعرف تمامًا ما يريد فعله، وكان يعرف مجموعة اللاعبين الذين يدربهم، وما يمكن لفريقه تحقيقه. في مناسبات عديدة، قال إنه يمتلك فريقًا من الفائزين، ويريد أن يجعلهم أبطالًا. وهذا ما فعله. لهذا السبب فازت إسبانيا بكأس العالم، وبطولة أوروبا مرتين في تلك الحقبة الذهبية. كان ملتزمًا للغاية بعمله، وآمن إيمانًا راسخًا بلاعبيه، ووثق بقدرتهم على النجاح في مجموعة استثنائية مرت بأوقات عصيبة للغاية”.