أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التشبيه القرآني للهلال بالعرجون القديم هو إعجاز لغوي وبياني فريد، يفوق جميع تشبيهات العرب للقمر في صورهم الأدبية والشعرية.
العرب اجتهدوا في وصف الهلال
وأشار رئيس جامعة الأزهر، خلال حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلى أن العرب اجتهدوا في وصف الهلال، فشبهوه بالمنجل الذي يحصد الأيام، وبحاجب الرجل، وبالزور، وبحرف النون، وغيرها من التشبيهات التي تجمع بين المتباعدين في الجنس، لكنها تبقى في حدود قدرة البشر وبيانهم المحدود. أما القرآن الكريم فقد جاء بتشبيه يخرج عن طوق البشر، حين قال الله تعالى: “والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم” (يس: 39).
وأوضح الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن التشبيه القرآني يحمل أبعادًا إعجازية، حيث جمع في آية واحدة ذكر منازل القمر كلها، ثم خص منزل الهلال الذي يعد أهمها، إذ يعرف به الناس أوائل الشهور ومواقيت العبادات كالصيام والحج. كما أن الله عز وجل افتتح الآية بتأكيد أن الذي قدر هذه المنازل هو العزيز الحكيم، مما يضفي جلالًا وفخامة على المعنى.
وأضاف رئيس جامعة الأزهر أن العرجون القديم يشبه الهلال في نحافته وتقوسه، وأن وصف العرجون بـ”القديم” هو أساس التشبيه، لأنه يمر بمراحل من الذبول والانحناء بفعل الشمس حتى يصل إلى صورته النهائية، وهذه الرحلة تماثل دورة القمر، حيث يبدأ هلالًا، ثم يكتمل بدرًا، ثم يعود إلى النقصان حتى يختفي، ثم يظهر مجددًا، كالمسافر الذي يعود إلى نقطة انطلاقه.