أصدر حزب الوعي بيانا أعلن فيه قرارا بتعيين المهندس حسن عبدالعزيز النائب الأسبق لوزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية رئيسا لحكومة الظل بحزب الوعي وعضوًا بالهيئة العليا للحزب.
وأثار استخدام مصطلح حكومة ظل حالة من اللغط والتساؤلات حول الهدف الحقيقي من وراء ذلك، خاصة وأن الشعب المصري يحمل العديد من الذكريات السيئة مع هذا المصطلح، وما وراءه من أحداث تؤثر على الاستقرار الداخلي ونشر حالة من الاستقطاب بين أفراد الشعب.
حكومة الظل بين إثارة للغط و إثراء الحياة السياسية
تعليقًا على ذلك، قال المهندس حسام الدين علي نائب رئيس حزب الوعي في تصريحات خاصة لـ”مصر تايمز”، إن مصطلح حكومة الظل مصطلح مستخدم في جميع ديمقراطيات وخصوصا الديمقراطيات التي تقوم علي النظام البرلماني.
وتابع نائب رئيس حزب الوعي، أن حكومة الظل أمر متعارف عليه فالحزب الحاكم يشكل الحكومة الفعلية وحزب المعارضة يقوم بتشكيل حكومة مماثلة ومشابها، مشيراً إلى أن دورها الأساسي يتمثل في مراقبة أداء وسياسيات الحكومة الحاكمة، لافتاً إلى أن هذا الأمر مطبق في إنجلترا ، حيث أن حكومة المحافظين أو حكومة العمال عندما يخسر أحدهما الانتخابات يتحول إلي حكومة ظل والعكس.
وأكد المهندس حسام الدين علي، أن هذا أمرا محمودا بالديمقراطيات من حيث ممارسة الدور الرقابي والمتابعة والتدقيق في سياسات وقرارات الحكومة الفعلية ، وإن تطبيق مثل هذا التصور بمصر يثري الوضع الديمقراطي ويساعد بتطوره بشكل تدريجي .
وتطرق إلى أن استخدام مصطلح حكومة الظل يمكن أن يتسبب في حالة من اللغط بين المواطنين، ولذلك أغلب وسائل الإعلام عندما تتناول البيان الحالي أو حتى بيانات كتلة الحوار تتجنب استخدام هذا المصطلح.
وأوضح بأن مصطلح حكومة الظل متواجد في لوائح العديد من الأحزاب الليبرالية مثل حزب الوفد، مشيرا إلي أن خلال فترة تواجده بحزب المحافظين أكد أنه تم إنشاء حكومة ظل رغم عدم التمثيل البرلماني للحزب، بالإضافة إلي كتلة الحوار قد قمنا بإنشاء حكومة ظل، واستمرت أكثر من سنة وأصدرنا أكثر من 300 بيان ومقترح وسياسات وتم إعلانها بالميديا وأرسالها للوزارات والبرلمان .
وشدد على أهمية تواجد حكومة ظل بالحياة السياسية فهي كيان إيجابي يساعد في إعداد الكوادر وإثراء حالة الحوار السياسي بين حكومة الظل والحكومة الحاكمة، ومشيرا إلى عدم ضرورة أخذ القرار بشكل سلبي.
وفي سياق متصل أكد نائب رئيس حزب الوعي بأن ما تم الإعلان عنه الآن هو فقط أسم رئيس الحكومة، وخلال الأيام القادمة سيتم توجيه تكليفات الحزب للمهندس حسن عبدالعزيز رئيس حكومة الظل سواء الاستراتيجيات أو التوجهات لهذه الحكومة، بالإضافة إلي الدور المنوط القيام به.
ووفقا لذلك سيتم اختيار الأعضاء وتشكيل تلك الحكومة، ومتابعاً يمكن أن يتم تشكيلها من أعضاء الحزب أو الاستعانة بخبرات مستقلة أو شخصيات تكنوقراط، بالإضافة إلي قدرة الأحزاب الأخرى المشاركة بها إذا كانت تريد ذلك .
واختتم نائب رئيس الحزب تصريحاته لـ”مصر تايمز”، بأن هذا العمل هو عمل وطني يهدف إلي أثقال الحياة السياسية، وجعل الحكومة أكثر حرصا حيث سيتم مراقبة أدائهم وسياساتهم بشكل شخصي من حكومة الظل، وهذا الدور الرقابي في إطار الموازنة والتشريعات والأجندة البرلمانية فالأمر له محددات واضحة، مؤكداً على أن هذا النوع من الممارسة السياسية يخلق كوادر مستقبلية قادرة على تحمل المسؤولية.
حكومة الظل
وجدير بالذكر أن حكومة الظل تسمي بالحكومة الوهمية أو المعارضة، وهي عبارة عن حكومة غير رسمية وغير متواجدة بالمسار التنفيذي للبلاد ،ودون أي قوة فعلية ،ويمكن أن تتشكل من قبل حزب أو تيار سياسي.
ولا يعرف تاريخ محدد لظهور مصطلح حكومة الظل ، إلا أن المصطلح ظهر في أواخر القرن التاسع عشر في بريطانيا، حيث أنشئ بالاستناد إلى بقانون وزراء العرش عام 1937، واعتاد أعضاء الحكومة المهزومة في الانتخابات الاجتماع بقيادة المعارضة ضد الحكومة الجديدة، وفي الخمسينيات من القرن الماضي، ومع نشأة الديمقراطية في إنجلترا تطور أسلوب المعارضة ، أصبحت حكومة الظل جزءاً أساسيا من العمليّة السياسيّة في بريطانيا. يطلَق على حكومة الظل في بريطانيا وكندا وأستراليا اسم “المعارضة الوفية لجلالتها” في إشارة إلى الملكة إليزابيث.
وظائف حكومة الظل
ـ معارضة الحكومة الموجودة في الحكم وتدارك أخطائها
ـ متابعة سياسة الحكومة وانتقادها والتعبير عن رأي الحزب المعارض بمختلف المجالات
ـ التفاعل مع القرارات الحكومية وطرح حلول ومقترحات أخري
ـ إشراك المعارضين بالحكم
ـ مقاومة النزعات الدكتاتورية للحاكم
أشهر أعضاء حكومة الظل بإنجلترا
ـ توني بلير وزير الداخلية البريطاني ممثلا لحزب العمال المعارض
ـ مارجريت تاتشر، وفيليب هاموند عن حزب المُحافظين.
أشهر الدول التي يتواجد بها حكومات ظل
بولندا، واليابان، ورومانيا، وجزر البهاما، وأوكرانيا، واسكتلندا، وسلوفينيا، وجنوب أفريقيا، وكوسفو، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا.
تُعتبر حكومة الظلّ صورةً ساميّة للديمقراطيّة، بحيث تدفع الجميع للعمل دون تهميش أيّ جانب، والغاية دوماً خدمة الوطن، لهذا نجد الدّول الدكتاتوريّة تخلو من حكومات ظلّ.