تحيي أحزاب التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي الذكرى الثامنة والأربعين لاستشهاد المناضل الكبير كمال جنبلاط، القائد المؤسس للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وقائد الحركة الوطنية اللبنانية التقدمية، وفي الذكرى الثامنة والأربعين لاغتياله، نستذكر مسيرة هذا الزعيم والمناضل الفذ الذي شكل عنوانًا راسخًا من عناوين الحركة الوطنية التقدمية اللبنانية وعلى مستوى الحركة التقدمية في العالم العربي من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسيادة دولة القانون والمؤسسات ودولة القانون والمواطنة.
إن التحالف يتذكّره احترامًا وتقديرًا لفكره الإنساني ولأدبه ولمواقفه السّياسية الراسخة المتمسكة بوحدة واستقلال وسيادة لبنان، والمناصرة للشعب الفلسطيني، وللمظلومين والطبقة الفقيرة عموماً، وطموحه في تحقيق العدالة الاجتماعية والسياسية، ورفع الظلم عن المظلومين والمقهورين.
ذكرى استشهاد كمال جنبلاط
في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط هذا العام، نجدد الوفاء لهذه المسيرة الخالدة، حيث كرّس الراحل الكبير كل هذا الحضور ليبقى حاضراً وإن غادر الميدان، ويساهم في صنع الأحداث من خلال هذه المسلكية الثورية الديمقراطية التقدمية التي أرسى دعائمها إرثاً لرفيقاته ورفاقه من بعده.
إن أحزاب التحالف الديمقراطي الاجتماعي تؤكد بعد كل هذا الغياب للشهيد كمال جنبلاط فإن بصماته مازالت واضحة في المسيرة النضالية الطويلة للحزب التقدمي الاشتراكي الذي كان على الدوام وفيًا للبنانيته ولمواقفه في مواجهة كل التحديات التي مر بها لبنان وفلسطين والمنطقة العربية، حيث استشهد الزعيم جنبلاط وهو يدافع عن استقلال لبنان وحريته وقراره الوطني المستقل، ورفض الخضوع والاذعان والتبعية وأي شكل من أشكال الوصاية، وعن القضية الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية إذ كان منحازاً للشرعية التي مثلتها دائماً منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وقراره الوطني المستقل.
إن التحالف يؤكد أن دماء الشهيد كمال جنبلاط زرعت في الأرض لتصنع التاريخ وتحيي فيه، ومقصلة تجرَّ القتلة والجزارين إلى مزبلة التاريخ، وأما أجساد الشهداء فهي جسر يوصل بين الحياة والموت، فقل للرفاق أن يعبروا.
إن هذه المسيرة الوحدوية والتقدمية والوطنية للشهيد كمال جنبلاط وللحركة الوطنية اللبنانية، ستبقى أساسًا صلبًا لكل تلك المرتكزات التي يستند إليها بناء الوطن، والذي حمل جزءًا كبيرًا من همومه، وهي مسيرة مستمرة بهذا العطاء الأصيل الذي يسير عليه رفاق درب جنبلاط جيلًا وراء جيل، لتبقى راية النضال عالية، ويتجدد النضال من أجل كرامة وحقوق الشعب اللبناني وحقه في السيادة الوطنية المطلقة على الأرض اللبنانية وأن ينعم بالسلام والاستقرار في دولته المستقلة وعلى أرض وطنه.
إن هذه الذكرى تدعونا في التحالف الديمقراطي الاجتماعي في العالم العربي مجددًا لتعميق النضال المشترك وتعزيز مكانة الحركة التقدمية في العالم العربي لبناء أسس الحرية والعدالة الاجتماعية وبناء الديمقراطية.