أكد الدكتور محمد عبد الرحمن، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن ترتيب أركان الإسلام الوارد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم “بُني الإسلام على خمس” لا يعني تفاضلًا بين الأركان، بل هو ترتيب تكاملي يعكس الوظيفة المختلفة لكل ركن.
قضايا المسلمين حول العالم
وأوضح خلال حلقة برنامج “قضايا المسلمين حول العالم”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الإسلام يُشبه خيمة قائمة على خمسة أعمدة؛ أربعة منها تمثل الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، بينما العمود المركزي الذي يحمل الخيمة بأكملها هو الشهادتان، فإذا سقط العمود الأوسط، انهارت الخيمة بالكامل، أما سقوط أحد الأعمدة الجانبية فلا يُفقدها هويتها، لكنه يُنقص من منفعتها.
وأضاف أن العلماء نظروا إلى ترتيب الأركان في الحديث من زاويتين: الأولى، الترتيب الزمني لنزول التشريعات، حيث كانت الدعوة إلى التوحيد أول ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم، ثم فُرضت الصلاة، ثم الزكاة، وهكذا، أما الزاوية الثانية، فتتعلق بمنزلة الأركان عند الله، أو العقاب المستحق على تركها.
وأشار د. عبد الرحمن إلى أن كل ركن له وظيفته التي لا يقوم بها غيره، فالصلاة عبادة بدنية لا تغني عن الزكاة، التي هي عبادة مالية، موضحًا أن الصلاة هي أفضل العبادات البدنية، بينما الزكاة هي أفضل العبادات المالية.
وأكد على أن الأركان الخمسة مترابطة، ولا يجوز تقديم أحدها على الآخر من حيث الأفضلية، إلا في حق الشهادتين، لأن صحة أي عبادة أخرى تتوقف عليهما.