الإسلام كرّم المرأة وأعلى شأنها في المجتمع

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإسلام كرّم المرأة وأعلى شأنها، وجعل لها دورًا بارزًا في بناء المجتمع، مشيرًا إلى أن التاريخ الإسلامي حافل بمواقف مشرّفة للمرأة المسلمة، ومن أبرزها موقف السيدة أم سلمة رضي الله عنها في صلح الحديبية، حيث قدمت مشورة حكيمة للنبي ﷺ، كانت سببًا في حل مشكلة كبيرة واجهت المسلمين آنذاك.  

 

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج “بيوت النبي”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن السيدة أم سلمة رضي الله عنها، عندما رأت التأثر على وجه النبي ﷺ بعد رفض بعض الصحابة التحلل من إحرامهم عقب الاتفاق مع قريش، بادرت بحكمة ورؤية ثاقبة قائلة: “يا رسول الله، قم أنت فتحلل، فإنهم إذا رأوك قد فعلت، فعلوا مثلك”، وبالفعل، استجاب النبي ﷺ لمشورتها، فكان ذلك الحل السديد الذي أنهى التردد وأعاد الصف المسلم إلى طاعته والتزامه بأمر الرسول ﷺ.  

 

وأضاف أحمد عمر هاشم  أن هذا الموقف وغيره يؤكد أن الشورى في الإسلام فريضة، أمر الله بها في كتابه الكريم، حيث قال: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾، كما كان النبي ﷺ يطبق هذا المبدأ في كل أمور حياته، مشيرًا إلى أن الصحابة من بعده ساروا على هذا النهج، ومنهم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي كان يستشير أهل الرأي في كل الأمور.  

 

وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم أن هذا الموقف يثبت أهمية احترام رأي المرأة ومكانتها في الإسلام، فهي ليست مجرد فرد في المجتمع، بل شريك أساسي في اتخاذ القرار، داعيًا إلى الاستفادة من حكمة المرأة ورؤيتها في بناء الأسر والمجتمعات.