يرى قطاع الشركات الناشئة في ألمانيا أن استدانة الدولة لمليارات اليورو لاستثمارها في قطاعي الدفاع والبنية التحتية لن تكفي وحدها لإعادة ألمانيا إلى المسار الصحيح.
وفي مناشدة مشتركة إلى التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، اللذين يجريان حاليا مفاوضات لتشكيل ائتلاف حاكم جديد، دعا 111 فردا من رواد الأعمال ومؤسسي الشركات والمديرين إلى انتهاج سياسة مواتية للابتكار.
وجاء في المناشدة: “التأمين الحقيقي للمستقبل يتطلب أكثر من ضخ مليارات اليورو في التسليح والخرسانة”.
ورغم ترحيب موقعي المناشدة بخطط التحالف المسيحي والاشتراكيين لضخ استثمارات تاريخية في الدفاع والبنية التحتية، فإنهم يرون أن نتائج المحادثات الاستطلاعية التي أجراها الحزبين لم تكن كافية وجاء في المناشدة: “بلدنا وقارتنا لن يصبحان أصحاب سيادة من خلال دعم الصناعات القائمة فحسب، بل من خلال الانفتاح على الابتكار والتقدم الاقتصادي”.
وأكدت المناشدة ضرورة أن تكون سياسة دعم الابتكار والشركات الناشئة مركز اهتمام الحكومة الألمانية المقبلة.
وطالب موقعو المناشدة على وجه التحديد بتقديم حوافز لكبار المستثمرين لتوفير المزيد من رأس المال الاستثماري، وبتسهيل هجرة العمال المهرة إلى ألمانيا، وبمنافسة عادلة للشركات الناشئة في أوروبا حتى تتمكن من المنافسة مع شركات التكنولوجيا الكبرى.
وعلى الرغم من نمو قطاع الشركات الناشئة في ألمانيا في السنوات الأخيرة، هناك نقص في رأس المال الاستثماري، ذلك إلى جانب المنافسة الشرسة من الصين والولايات المتحدة، حيث يتم استثمار مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي.
كما انتقد موقعو المناشدة البيروقراطية في ألمانيا، مؤكدين الحاجة إلى إدارة رقمية تتيح تأسيس شركات خلال 24 ساعة، مؤكدين ضرورة ألا تصبح الدولة “في حد ذاتها عائقا أمام الابتكار”.
وأشار الموقعون على المناشدة إلى أهمية أن تقوم ألمانيا بتأمين سيادتها الرقمية من خلال استراتيجيتها الخاصة بمراكز البيانات والسحابية والحاسبات بدلا من الاعتماد على الحلول من الخارج، مطالبين الدولة أيضا بتشجيع الشركات الناشئة في البيئة الجامعية حتى يمكن تطوير نماذج أعمال من الاكتشافات العلمية.