أخصائية نفسية تكشف لـ”مصر تايمز” مخاطر دراما الرعب والعالم السفلي على البالغين والأطفال

أثار مسلسل “المداح” الذي يعرض حالياً في موسم رمضان الحالي موجة من الجدل في مصر، بسبب أحداثه التي تتعلق بالجن والعالم السفلي، واستخدام الطلاسم السحرية في أحداثه، فضلًا عن مشاهد الرعب والإثارة التشويقية التي يعتمد عليها العمل لجذب المشاهدين؛ الأمر الذي يثير تساؤلًا حول مدى تأثير هذه الأعمال على الحالة النفسية خاصة فئة الأطفال والمراهقين والذين يعدون الأكثر عرضة لها؟.

 

الرعب والإثارة والسحر

وتعليقًا على ذلك، قالت الأخصائية النفسية ياسمين العيساوي، في تصريحات خاصة لـ”مصر تايمز”، إن المسلسلات التي تعتمد على الرعب والإثارة والسحر تشهد شعبية واسعة، وتجذب المشاهدين بفضل التشويق والإثارة التي تقدمها.

 

وأضافت ياسمين العيساوي، الأخصائية النفسية، عن أن لتأثيرات النفسية لدى البالغين من مشاهدة الأعمال الفنية التي تعتمد على الرعب والإثارة لجذب المشاهدين، متفاوتة، مقارنة بالأطفال والمراهقين، وقد يكون بعضها إيجابي والبعض الآخر سلبي، وذلك فقًا لعدة دراسات نفسية.

 

وذكرت الأخصائية النفسية، أنه عند مشاهدة أحداث الرعب في الأعمال الفنية، يقوم الدماغ بإفراز هرمون الأدرينالين، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب والتعرق وتحفيز الاستجابة العصبية، مؤكدة أن هذه الأعراض قد تخلق إحساسًا بالإثارة والمتعة، وهو ما يجعل المشاهدين يعودون لمتابعة هذا النوع من الأعمال.

 

التعرض المُسيطر عليه

وأكدت أن بعض الدراسات تشير إلى أن مشاهدة أفلام ومسلسلات الرعب قد تساعد بعض الأشخاص في التعامل مع القلق من خلال ما يُعرف بـ “التعرض المُسيطر عليه”، حيث يتعلم الدماغ مواجهة المخاوف في بيئة آمنة.

وتابعت “العيساوي”: ورغم أن بعض الأشخاص يجدون متعة في هذه المشاهد، إلا أن آخرين قد يعانون من زيادة القلق، خاصة إذا كانوا يعانون مسبقًا من اضطرابات القلق أو الكوابيس المتكررة.

 

مسلسلات الرعب والسحر 

وأشارت الأخصائية النفسية، أن الأعمال التي تركز على السحر أو القوى الخارقة قد تؤدي إلى تعزيز الاعتقاد بالخرافات لدى بعض الأفراد، مما قد يؤثر على طريقة تفكيرهم العقلانية وتعاملهم مع الأحداث اليومية.

 

تأثير دراما الرعب على الأطفال

وأوضحت أن الأطفال والمراهقون أكثر تأثرًا بهذه الأعمال نظرًا لعدم اكتمال نضج أدمغتهم وعدم قدرتهم على التمييز الكامل بين الواقع والخيال، مما قد يؤدي إلى عدة مشكلات نفسية وسلوكية، حيث تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يشاهدون مشاهد رعب بشكل متكرر قد يعانون من كوابيس متكررة واضطرابات في النوم، مما قد يؤثر على صحتهم العامة ومستويات تركيزهم في المدرسة.

ونوهت الأخصائية النفسية، يمكن أن تؤدي هذه الأعمال إلى زيادة مشاعر القلق، خاصة إذا كانت تحتوي على مشاهد مفاجئة أو شخصيات مرعبة تؤثر على الطفل نفسيًا، لافتة إلى أن بعض الأطفال قد يحاولون تقليد الشخصيات الخيالية أو السحرية، مما قد يؤدي إلى تصرفات خطرة أو اعتقادات غير منطقية حول كيفية التعامل مع المشكلات.

واستطرت قائلة: الأطفال خاصة في السنوات الأولى من حياتهم، قد يجدون صعوبة في التفريق بين الأحداث الحقيقية والخيالية، مما قد يؤدي إلى نشوء مخاوف غير واقعية لديهم.