احتفالات في شمال سوريا بعد اتفاق الحكومة السورية وقسد

شهدت محافظات شمال شرق سوريا، مساء اليوم الاثنين، احتفالات كبيرة بعد إعلان التوصل لاتفاق بين الحكومة السورية في دمشق وقوات سوريا الديمقراطية / قسد/.

وشهدت مناطق ومدن الرقة والحسكة ودير الزور إطلاق رصاص كثيف بعد إعلان توقيع الاتفاق.

وفي مناطق ريف دير الزور الشرقي الذي تسيطر عليها قسد، قال الشيخ محمد الهفل أحد شيوخ قبيلة العكيدات “الآن تجري احتفالات في عموم مناطق ريف دير الزور الشرقي احتفالا بالاتفاق وإنتهاء حكم قسد في المنطقة التي شهدت معارك عنيفة خلال العامين الماضيين بين قبيلة العكيدات وقوات قسد وهذا اليوم يساوي سقوط نظام الأسد”.

وأضاف الهفل لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “نحن نطالب الحكومة السورية في دمشق بتطبيق العدالة والاقتصاص من قادة قسد الذين قتلوا العشرات من أبناء مناطق شرق سوريا “.

ومن جانبه، قال المحلل السياسي مهند الكاطع “ليحتفل جميع السوريين .. زالت جميع المشاريع وبقي المشروع السوري الجامع”.

وأعتبر الكاطع في تصريح لـ (د ب أ) “أن الاتفاق الهام والتاريخي الذي جرى توقيعه اليوم يمثل ثباتاً على الشروط التي حددتها منذ البداية الإدارة السورية بما ينسجم مع مطالب سوريا واتجاهها الوطني العام المعلن عنه، وأهم ما في الاتفاق في هذه الظروف هو أنه يفوّت الفرصة على كثير من الأطراف التي كانت تعوّل على التدخل الاجنبي ومشاريع التقسيم”.

وأضاف الكاطع “لم يتم عرض آليات التطبيق بعد والتفاصيل، وأخشى أن تتلكع ميلشيات قسد بتنفيذها، لكن المهم هو تحديد الإطار الزمني للإندماج الكامل المحدد بنهاية هذا العام، كذلك أحد أهم بنود الأتفاق هو بند دمج المؤسسات وخضوع الجميع لمؤسسات الدولة ودستورها بحد ذاته كاف لتجنب كل التكهنات الأخرى كذلك مسألة أن تكون جميع المدن والبلدات بحماية الدولة بما يضمن عودة آمنة للجميع، فالدستور السوري والقانون السوري هو ما سيتم تطبيقه على الجميع بما في ذلك قانون العدالة الانتقالية الذي سيضمن عودة حقوق المواطنين في الجزيرة والفرات لاصحابها ومحاسبة مرتكبي الجرائم”.

ويأتي الاتفاق بعد قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من المنطقة وربما ستبقى قاعدة وحيدة في منطقة التنف، وسيحقن الاتفاق دماء السوريين بلا شك.

وقال معتصم العيسى -أحد وجهاء مدينة الرقة- إن “الرقة شهدت مساء اليوم إطلاق رصاص كثيف بعد الإعلان عن الاتفاق بين الحكومة السورية وقسد وشهدت المدينة خروج آلاف من أبناء المدينة بالسيارات وسيرا على الأقدام وهم يحملون العلم السوري احتفالاً بتوقيع الاتفاق”.

وقالت مصادر محلية في مناطق شمال سوريا أن أكثر من 40 شخصاً أصيبوا جراء اطلاق الرصاص في عموم المناطق.

وتوصلت الحكومة المركزية السورية إلى اتفاق مع السلطة التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على شمال شرق البلاد، يشمل وقفا لإطلاق النار ودمج القوة الرئيسية المدعومة من الولايات المتحدة هناك في الجيش السوري.

وتم التوقيع على الاتفاق اليوم الاثنين من جانب الرئيس المؤقت أحمد الشرع ومظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية(قسد) التي يقودها الأكراد والتي تدعمها الولايات المتحدة.