الحرب الأوكرانية تهدد أوروبا والتساهل مع روسيا خطأ

أكدت راسا يوكنا فتشيانة، وزيرة الدفاع الليتوانية السابقة وعضو البرلمان الأوروبي، أن الحرب الأوكرانية ليست مجرد أزمة إقليمية، بل تمثل تهديدًا وجوديًا لأوروبا بأسرها، موضحةً أن بوتين لا يقاتل فقط من أجل السيطرة على الأراضي الأوكرانية، بل يحارب ضد الديمقراطيات الأوروبية بأكملها، مستهدفًا استقرار القارة الأوروبية.

وعن موقف البرلمان الأوروبي من المبادرات التي يطرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الأزمة الأوكرانية، قالت فتشيانة خلال مداخلة مع الإعلامية داما الكردي، على قناة “القاهرة الإخبارية”: “كل شخص يرغب في السلام، وخاصة الأوكرانيين الذين يعانون من العدوان الروسي، ولكن يجب أن نفهم أن السلام لا يمكن أن يتحقق عبر لوم أوكرانيا أو مساواتها بالمعتدي، إذا كان بوتين يريد السلام، يمكنه إيقاف الحرب فورًا، لكن إذا تُركت روسيا بدون عقاب، فإن السلام لن يكون مستدامًا، وقد نشهد تكرارًا لما حدث في الماضي عندما قادت التنازلات عن الأراضي إلى حروب أكثر دموية.”

قارنت فتشيانة بين الوضع الحالي وما حدث في الثلاثينيات من القرن الماضي، عندما أُبرمت اتفاقيات سلام مع هتلر، مؤكدة أن تلك الاتفاقيات لم تمنع الحرب العالمية الثانية، مشيرةً إلى أن التساهل مع روسيا الآن قد يؤدي إلى حرب أكبر خلال السنوات القادمة، ما لم تتم محاسبة النظام الروسي على أفعاله.

وأضافت   فتشيانة أن ليتوانيا، التي عانت من الاحتلال السوفيتي والألماني في الماضي، تدرك خطورة التنازلات السياسية التي قد تمنح روسيا الفرصة لتكرار العدوان، كما حذرت من أن عدم فرض عقوبات صارمة وعدم دعم أوكرانيا بشكل كافٍ قد يؤدي إلى تعزيز طموحات بوتين العدوانية.