شهدت قرية برما التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية حادثًا مأساويًا بعدما اندلع حريق مدمر داخل مزرعة دواجن تقع في حي جامع الصياد، حيث التهمت النيران محتويات المزرعة بالكامل وأدت إلى نفوق ستة آلاف طائر وسط حالة من الفزع بين الأهالي والعاملين الذين حاولوا جاهدين إنقاذ ما يمكن إنقاذه دون جدوى.
حريق مدمر داخل مزرعة دواجن
بحسب روايات شهود العيان، بدأ الحريق بعد سماع دوي انفجار قوي يُعتقد أنه ناجم عن تسرب غاز من إحدى أسطوانات البوتاجاز المستخدمة داخل المزرعة.
وعلى الفور، اشتعلت النيران بسرعة هائلة داخل العنابر بسبب المواد القابلة للاشتعال، مما تسبب في تفحم آلاف الطيور وخسائر مالية ضخمة.
وذكر بعض العاملين أنهم كانوا يقومون بتجهيز الأعلاف حين سمعوا صوت الانفجار، وما هي إلا لحظات حتى انتشرت ألسنة اللهب في أرجاء المكان، ما دفعهم لمحاولة إخماد النيران بوسائل بدائية قبل وصول قوات الحماية المدنية، لكن شدة الحريق حالت دون السيطرة عليه.
جهود الإنقاذ والتعامل مع الحريق
فور تلقي مركز شرطة طنطا بلاغًا من الأهالي، هرعت قوات الحماية المدنية إلى موقع الحريق بعدد من سيارات الإطفاء، حيث استمرت جهود السيطرة على النيران لساعات.
ورغم المحاولات الحثيثة، أدى انتشار الحريق السريع إلى التهام المزرعة بالكامل دون تمكن رجال الإطفاء من إنقاذ الطيور أو الحد من حجم الخسائر.
شهادات الناجين وأهالي المنطقة
أحد العمال الذين تمكنوا من الفرار من الحريق قال: “كنا نعمل بشكل طبيعي وفجأة سمعنا انفجارًا قويًا، وخلال ثوانٍ وجدنا النيران تحاصرنا من كل اتجاه، حاولنا إنقاذ الدواجن لكن الوضع كان خارج السيطرة تمامًا”. من جانبه، عبّر أحد سكان المنطقة عن صدمته، مؤكدًا أن المزرعة تمثل مصدر رزق للعديد من العائلات في القرية، وطالب الجهات المختصة بتقديم الدعم لصاحب المزرعة وتعويض المتضررين عن هذه الكارثة.
تحقيقات رسمية ومطالبات بالتعويض
عقب الحادث، فتحت الأجهزة الأمنية تحقيقًا عاجلًا لكشف ملابسات الحريق، كما كلفت النيابة العامة فريقًا من الأدلة الجنائية لمعاينة موقع الحادث والتحقق مما إذا كانت هناك شبهة جنائية أم أن الحريق وقع نتيجة حادث عرضي.
وفي سياق متصل، ناشد صاحب المزرعة الجهات المعنية بضرورة تشديد إجراءات الأمان داخل المزارع التي تعتمد على أنظمة تدفئة تعمل بالغاز، وذلك لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث مستقبلًا، مطالبًا أيضًا بتقديم تعويضات للمتضررين الذين فقدوا مصدر دخلهم الوحيد بسبب هذا الحريق المدمر.
تداعيات اقتصادية وتأثيرات على السوق
يُعد هذا الحريق كارثة اقتصادية كبيرة، إذ أن نفوق هذا العدد الضخم من الطيور سيتسبب في خسائر فادحة للقطاع الداجني في المنطقة، كما أنه قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الدواجن في الأسواق المحلية نتيجة نقص المعروض. هذه الحادثة المؤلمة تسلط الضوء مجددًا على ضرورة تعزيز إجراءات السلامة داخل مزارع الدواجن، خاصة تلك التي تستخدم أنظمة التدفئة المعتمدة على الغاز، لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث التي تهدد مصادر الرزق وتؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.