قررت النيابة العامة في محافظة الشرقية، اليوم الأحد، التحفظ على ملابس الطفلة “روناء” (8 سنوات) التي تعرضت للاعتداء داخل حمام عمومي بمدينة العاشر من رمضان، بهدف إخضاعها للفحوصات الطبية اللازمة من قبل الطب الشرعي، وذلك في إطار استكمال التحقيقات الجارية حول الحادثة.
المتهم يعترف: “صرختها فضحتني”
اعترف المتهم خلال استجوابه أمام جهات التحقيق بتفاصيل الجريمة، مؤكداً أنه لم يتمكن من الفرار بعد أن بدأت الطفلة في الصراخ، مما جذب انتباه المارة الذين تجمعوا حوله وألقوا القبض عليه وقال في اعترافاته: “صرختها فضحتني، ملحقتش أجري.. كلهم أتلموا عليا”
تفاصيل الواقعة منذ لحظة وقوعها
وقعت الحادثة أثناء مرافقة الطفلة لوالدتها، التي تعمل بائعة متجولة في أحد الأسواق بمدينة العاشر من رمضان أثناء انشغال الأم بعملها، طلبت الطفلة الذهاب إلى الحمام العمومي القريب، فسمحت لها دون أن تدرك ما ينتظرها.
بعد مرور عدة دقائق دون عودة الطفلة، شعرت الأم بالقلق وبدأت في البحث عنها. وعند وصولها إلى الحمام، وجدت الباب مواربًا، لتجد ابنتها في حالة من الذعر والخوف، بينما كان رجل غريب يحاول الفرار من المكان لم تتردد الأم لحظة، فأمسكت بالمتهم بقوة وبدأت تصرخ، مما دفع الأهالي إلى التجمع والإمساك به قبل تسليمه إلى الشرطة.
بيان أمني يكشف تفاصيل الواقعة
عقب انتشار تفاصيل الحادثة على مواقع التواصل الاجتماعي، صدر بيان رسمي من وزارة الداخلية جاء فيه:
“تلقى قسم شرطة ثان العاشر من رمضان بلاغًا بتاريخ السادس من مارس الجاري من الأهالي، يفيد بضبط شخص أثناء محاولته الاعتداء على طفلة داخل حمام عمومي بالقرب من سوق ابني بيتك انتقلت قوات الأمن على الفور إلى موقع البلاغ، حيث أكدت والدة الطفلة صحة الواقعة، وتم اصطحاب المتهم للتحقيق.”
الأهالي يمنعون المتهم من الهروب
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر لحظة الإمساك بالمتهم، حيث تجمع حوله عدد كبير من الأهالي الغاضبين، الذين منعوه من الفرار حتى وصول الشرطة.
وأكد شهود عيان أن المتهم حاول التظاهر بالإغماء لخداع الأهالي، لكنهم استمروا في احتجازه حتى تم تسليمه رسميًا إلى الجهات الأمنية.
تحقيقات مستمرة وإجراءات قانونية
تم تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات على الفور. وشملت الإجراءات القانونية التحفظ على ملابس الطفلة لفحصها من قبل الطب الشرعي، إلى جانب تكليف المباحث الجنائية بإجراء تحريات مكثفة لكشف مزيد من التفاصيل حول الجريمة ودوافع المتهم.
من جانبها، أكدت المحامية بثينة غنيم، التي تتولى الدفاع عن الطفلة، أن التحفظ على الملابس يعد خطوة قانونية ضرورية، حيث يساعد تحليلها في إثبات الأدلة الدامغة ضد المتهم، مما يسهم في تحقيق العدالة.
غضب واسع ومطالبات بتوقيع أقصى العقوبات
أثار الحادث موجة واسعة من الغضب بين سكان مدينة العاشر من رمضان، وكذلك على منصات التواصل الاجتماعي، حيث طالب الكثيرون بتوقيع أشد العقوبات على المتهم، لضمان عدم تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً.
كما دعا عدد من الأهالي إلى ضرورة تعزيز الرقابة الأمنية على الحمامات العامة، خاصة في الأسواق والأماكن المزدحمة، واتخاذ تدابير احترازية لمنع وقوع جرائم مماثلة.
ولا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في الواقعة، في انتظار صدور القرار النهائي بشأن المتهم خلال الأيام المقبلة.