حذر الدكتور محمد سمير صادق، أخصائي الباطنة والجهاز الهضمي والسكر، من بعض العادات الغذائية الخاطئة التي قد تؤثر سلبًا على مرضى ارتفاع ضغط الدم خلال شهر رمضان، مؤكدًا أن المشكلة الأساسية ليست في نوعية الطعام بحد ذاتها، وإنما في طريقة تناول الأطعمة والمشروبات دون وعي بتأثيرها على الصحة.
مشروبات خطيرة على مرضى الضغط في رمضان
وقال د. محمد سمير في تصريح خاص لـ “مصر تايمز” كثير من مرضى الضغط يعتقدون أنهم يمكنهم تناول أي طعام ومشروب دون مشكلة، ولكن هناك بعض المشروبات التي تؤثر مباشرة على ضغط الدم. على سبيل المثال، العرقسوس من أكثر المشروبات التي ترفع الضغط بشكل ملحوظ، ورغم ذلك، نجد أن كثيرين يفطرون عليه دون معرفة تأثيره. أيضًا، المشروبات الغازية ترفع ضغط الدم وتسبب اضطرابات في الجسم، خاصة إذا كانت تحتوي على كميات كبيرة من السكر والصوديوم.
وأضاف كذلك، الإفراط في تناول المخللات بعد الفطار يزيد من ارتفاع ضغط الدم، والمشكلة ليست فقط في مرضى الضغط، بل حتى الأشخاص الأصحاء الذين يستهلكون كميات كبيرة من الملح يوميًا قد يعانون من مشكلات في الكلى واحتباس السوائل، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط.
أفضل المشروبات الطبيعية لمرضى الضغط
وأشار أخصائي الباطنة والجهاز الهضمي إلى أن هناك مشروبات طبيعية تساعد في تنظيم ضغط الدم، منها الكركديه والدوم، بشرط عدم إضافة السكر بكميات كبيرة، قائلًا الكركديه معروف بتأثيره الفعال في تنظيم الضغط، لكن يجب تناوله دون تحلية زائدة حتى لا يتحول إلى مشكلة أخرى. أما الدوم، فهو من المشروبات المفيدة جدًا لصحة القلب والأوعية الدموية، ويساعد في الحفاظ على ضغط الدم عند مستواه الطبيعي. والأهم من ذلك كله هو شرب كميات كافية من الماء يوميًا، بمعدل 3 لترات على الأقل، لتجنب زيادة تركيز الأملاح في الجسم والتي قد تؤدي إلى ارتفاع الضغط.
الصيام وتأثيره على كبار السن المصابين بالضغط
وعن تأثير الصيام على مرضى الضغط من كبار السن، أوضح د. محمد سمير في العموم، الصيام لا يمثل مشكلة لمرضى الضغط طالما كان الضغط مستقرًا ومضبوطًا بالأدوية. لكن هناك حالات لا يجب أن تصوم، مثل الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم المصاحب لمشكلات في القلب أو الكلى، خاصة إذا كانوا بحاجة إلى شرب الماء باستمرار. في هذه الحالة، الامتناع عن شرب السوائل لفترات طويلة قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وأضاف أما كبار السن المصابون بارتفاع ضغط الدم فقط دون مشكلات أخرى، فيمكنهم الصيام بشرط المتابعة المنتظمة لمستويات الضغط، والالتزام بالعلاج الموصوف من الطبيب دون انقطاع، وعدم تقليل الجرعات أو التوقف عن تناول الدواء لمجرد أن الضغط يبدو مستقرًا.
تحذير من إهمال أدوية الضغط في رمضان
واختتم د. محمد سمير حديثه محذرًا من العادات الخاطئة التي يقع فيها بعض مرضى الضغط خلال الشهر الكريم، قائلًا كثير من المرضى يقيسون ضغطهم بعد يومين أو ثلاثة من الصيام، فإذا وجدوه طبيعيًا، يظنون أنهم لم يعودوا بحاجة إلى العلاج ويتوقفون عن تناوله، وهذا خطأ جسيم. نرى في العيادات حالات كثيرة تعاني من مضاعفات خطيرة مثل النزيف الدماغي أو الأزمات القلبية بسبب التوقف المفاجئ عن أدوية الضغط. يجب أن يعلم المريض أن الأدوية هي التي تحافظ على استقرار الضغط، وليس أن جسمه تعافى من المرض.
وأكد د. محمد سمير أن الالتزام بالعادات الصحية في رمضان، وتجنب الأطعمة والمشروبات الضارة، يساعد في التحكم في ضغط الدم بشكل فعال، مما يضمن صيامًا آمنًا دون مضاعفات.