أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، أن مفهوم الرحمة لا يقتصر فقط على التعامل مع الآخرين، بل يبدأ أولًا من داخل الإنسان نفسه، موضحا أن الكثيرين يركزون على الرحمة بالناس من حولهم، لكنهم ينسون أن أهم شخص يحتاج إلى الرحمة هو أنفسهم.
وأضاف خلال حلقة برنامج “رحماء بينهم”، المذاع على قناة الناس، أن الإنسان يجب أن يكون رحيمًا بذاته في لحظات الخطأ والإخفاق، وألا يكون قاسيًا على نفسه لدرجة تجعله يشعر باليأس والإحباط. مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من التشدد في التعامل مع النفس، حيث قال: “إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا”.
وأوضح الدكتور أيمن أبو عمر أن الإسلام يعلمنا القوة والمرونة والقدرة على التغيير، وألا نستسلم عند الوقوع في الأخطاء، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.
كما شدد على أن جلد الذات المستمر واللوم الشديد قد يؤدي إلى الإحباط، بينما المطلوب هو محاسبة النفس دون إفراط، مع الحفاظ على الأمل والتطلع إلى التوبة والتصحيح.
وأردف أن التوازن في الحياة أمر أساسي، مشيرًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: “إن لبدنك عليك حقا”، داعيا الجميع إلى الاجتهاد والسعي، ولكن دون أن ينسوا نصيبهم من الراحة والاستمتاع بالحياة المشروعة، لأن الرحمة بالنفس هي الأساس للرحمة بالآخرين.