هروب فتاة من منزلها يثير الجدل في سوهاج… والقصة الحقيقية تكشف مفاجأة

لم يكن أحد في المنزل يتوقع أن باب الغرفة الذي أُغلق بعنف مساء ذلك اليوم لن يُفتح مجددًا في الصباح “ندى”، الفتاة ذات الستة عشر عامًا، لم تكن مُختطفة كما انتشرت الشائعات، بل كانت تسير وحدها في شوارع المدينة، تحمل حقيبة مدرسية لم تعد فيها كتب، بل قرارات لم تُتخذ بعد.

بدأت القصة عندما اشتد الخلاف بينها وبين عائلتها كلمات قاسية، نظرات لوم، شعور دائم بأنها لا تُسمع حتى حين تصرخ في لحظة، قررت أن تغادر، بلا خطة، بلا وجهة واضحة سوى الهروب من كل شيء.

كاميرات محطة القطار رصدت فتاة نحيلة، مترددة، تشتري تذكرة إلى أسوان بأموال جمعتها من مصروفها الشخصي في تلك الليلة، نامت في منزل صديقة لعائلتها، وهي تحاول أن تستوعب ما فعلته لكن حين فتحت هاتفها صباحًا، وجدت أن اسمها يملأ مواقع التواصل الاجتماعي: “اختطاف فتاة في ظروف غامضة”.

كان والدها قد أبلغ الشرطة بغيابها، وبدأت الأجهزة الأمنية بالبحث لم تستطع تحمل رؤية صورها تتداول وكأنها ضحية لجريمة لم تحدث، وكأن غيابها لم يكن بإرادتهافقررت العودة.

عند باب المنزل، لم تكن تعلم إن كانت ستُعاقب أم سيُحتضن ضعفها لكن أكثر ما أدركته حينها أن العالم خارج الجدران لم يكن أكثر رحمة… فقط كان أكثر ضوضاء.

عودة بلا إجابات… ورسالة إلى الآباء

عودة “ندى” إلى منزلها لم تكن نهاية القصة، بل كانت مجرد فصل جديد في علاقتها بأسرتها ما حدث لم يكن مجرد “تغيب فتاة وعثور الشرطة عليها”، بل كان انعكاسًا لصوت مراهق يبحث عن فهم، عن مساحة آمنة للحديث قبل أن يضطر للهروب.

الآباء قد لا يدركون دائمًا كيف تؤثر كلماتهم على أبنائهم الخلافات العائلية، مهما بدت بسيطة، قد تتحول في نظر المراهق إلى جدار يعزله عن أسرته الحوار، التفهم، وإعطاء الأبناء الفرصة للتعبير عن مشاعرهم دون خوف، قد يكون الفرق بين بيت يشعر فيه الطفل بالأمان… وبين قرار متهور يدفعه للهرب.