أكدت الدكتورة شيماء السيد، الباحثة بمرصد الأزهر، أن العبادة في الإسلام ليست مجرد أداء للفرائض والطقوس، بل تهدف إلى تهذيب الأخلاق وبناء الإنسان سلوكياً وروحياً، مشيرةً إلى أن كل ركن من أركان الإسلام والإيمان يسهم في تشكيل شخصية المسلم ليكون أكثر رحمةً وتسامحًا وحسن تعامل مع الآخرين.
أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا
وأوضحت خلال حلقة برنامج “فكر”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط بين الإيمان وحسن الخلق، مستشهدةً بحديثه: “أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا”.
كما شددت على أن العبادات لا تقتصر على مجرد أداء الشعائر، بل لا تكتمل فائدتها إلا إذا انعكست على تعامل الإنسان مع محيطه، مستشهدةً بحديث النبي عندما قيل له عن امرأة تقوم الليل وتصوم النهار لكنها تؤذي جيرانها فقال: “لا خير فيها، هي من أهل النار”.
وأضافت أن شهر رمضان هو فرصة عظيمة لضبط النفس والتغيير للأفضل، حيث يُعلم المسلم التحكم في عاداته وسلوكياته، فيمتنع عن الحلال أثناء الصيام استجابةً لأمر الله، مما يجعله أكثر قدرة على تجنب العادات السيئة وتحقيق التحول الإيجابي، مستدلة بقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ”.
وأوضحت أن رمضان ليس مجرد شهر للعبادات الفردية، بل هو مدرسة متكاملة لبناء الإنسان وتعمير الكون، من خلال تعزيز القيم الأخلاقية، والتخلي عن العادات الضارة، مثل التدخين والإفراط في الطعام، والتحلي بالسلوكيات الإيجابية، مثل الشعور بالآخرين والاجتماع على الخير، حتى يصبح كل فرد أكثر تأثيرًا وإيجابية في مجتمعه.