بعد انفراد “مصر تايمز”.. اتصالات لأول مرة بين واشنطن و حماس لإنهاء ملف غزة

يبدو أن المعادلة بين قواعد اللعبة الأمريكية التي وضعتها خلال السنوات الماضية تغيرت مع نهج الدبلوماسي الذي ينتهجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، حيث أكدت مصادر استخباراتية أمريكية أن إدارة ترامب ستعلن فتح اتصال بحركة حماس بهدف إنهاء العدوان على غزة وإقرار السلام.

 

ورغم إعلان من تولى إدارة البيت الأبيض على العقود السابقة باعتبار منظمة حماس إرهابية ورفض إدارة الرئيس السابق جو بايدن اجراء اتصال بحركة حماس تحت شعار عدم التفاوض مع إرهابيين، وفي نفس الوقت اعتبار حركة حماس أن الولايات المتحدة في خندق العدو مع إسرائيل يبدو أن الطرفين بدأوا في اتصال للإفراج عن بقية الرهائن ووقف الحرب الذي استمرت من 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن.

 

وقبل شهر، انفردت “مصر تايمز” بالكشف عن موقف حركة حماس من فتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في تصريحات خاصة أدلى بها المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، طاهر النونو، والذي أكد أنه لا يوجد “فيتو” على لقاء مع الإدارة الأمريكية، إذا كان الهدف هو الاستماع والبحث.

 

تابع حوار “مصر تايمز” مع قادة حركة حماس اضغط هنـــــا.

الآن، وبعد مرور شهر على هذا الانفراد، تتوالى المستجدات التي تشير إلى أن هذه الاتصالات لم تعد مجرد تكهنات، بل باتت جزءًا من معادلة جديدة تُرسم في المنطقة، خاصة بعد تأكيد مصادر أمريكية إجراء محادثات غير مباشرة بين ممثلين عن الإدارة الأمريكية وقيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.

 

ما الجديد في الموقف الأمريكي؟

في 11 فبراير 2025، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته ضد حماس، مهددًا بـ”فتح أبواب الجحيم” إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى الحركة. ومع ذلك، في 5 مارس، أعلنت الإدارة الأمريكية عن فتح قنوات اتصال مباشرة لأول مرة مع قيادات حماس، حيث التقى مبعوث خاص لترامب بعدد من مسؤولي الحركة في الدوحة.

 

طاهر النونو 

ملفات المفاوضات.. ماذا تريد كل جهة؟

بحسب مصادر مطلعة، تركزت الاتصالات حول ثلاث قضايا رئيسية:

ملف تبادل الأسرى: تضغط واشنطن من أجل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، بينما تتمسك حماس بإتمام صفقة شاملة تشمل وقف إطلاق النار وضمان عودة النازحين الفلسطينيين.

وقف إطلاق النار: تسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد، لكن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال متمسكًا بحقه في تنفيذ ضربات عسكرية متى شاء.

الوضع الإنساني في غزة: هناك ضغوط أمريكية ودولية لتسهيل إدخال المساعدات إلى القطاع، وسط تدهور كارثي للأوضاع المعيشية.

 

طاهر النونو 

دور الوساطة المصرية والقطرية

لعبت مصر وقطر دورًا رئيسيًا في رعاية المفاوضات غير المباشرة، حيث شهدت الأشهر العشرة الماضية محادثات مكثفة بين الطرفين. وأكد طاهر النونو في حواره السابق مع “مصر تايمز” أن الجهود المصرية كانت حاضرة على مدار الساعة، مشيرًا إلى أن القاهرة لعبت دورًا مهمًا في تقريب وجهات النظر بين حماس والوسطاء الدوليين.

 

على الرغم من فتح قنوات الاتصال، فإن التوصل إلى اتفاق شامل لا يزال بعيد المنال، خاصة مع تعقيد الملفات المطروحة وتمسك كل طرف بشروطه. ومع ذلك، فإن مجرد اعتراف الإدارة الأمريكية بالحاجة إلى التواصل مع حماس يعكس تحوّلًا غير مسبوق في المشهد السياسي.

 

هل يمكن أن تؤدي هذه الاتصالات إلى تغيير جذري في المعادلة الفلسطينية؟ أم أن الأمر لا يزال مجرد تكتيك سياسي مؤقت؟ الإجابة ستتضح في الأسابيع المقبلة مع استمرار الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.

 

وعلقت محامي الأمن القومي الأمريكي إيرينا تسوكرمان على  حوار المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي  طاهر النونو ، يبدو أن حركة  حماس منفتحة على اقتراح المبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف بإجراء محادثات مباشرة بين حماس والإدارة الأميركية، لأن ذللك يعبر عن أن حماس الكيان الحاكم الوحيد الممكن والشرعي للفلسطينيين وتقدم أدلة على قدرتها على تسوية الصراع بطريقة يمكن لإدارة ترامب ، وهذا يعد انتصار دبلوماسي لها.