حريق ضخم في طنطا يثير الرعب وتحقيقات مكثفة لكشف ملابساته

عاشت منطقة استاد طنطا مساء الأربعاء 5 مارس 2025 حالة من الهلع بعد اندلاع حريق هائل في قطعة أرض فضاء محصورة بين عمارتين بالقرب من حديقة الطفل، أحد أشهر أماكن التنزه في المدينة.

تصاعدت ألسنة اللهب بسرعة مهددة المباني المجاورة وسط جهود مكثفة من فرق الإطفاء للسيطرة على النيران التي أثارت تساؤلات عديدة حول مصدرها، خاصة مع تلميحات تشير إلى احتمال نشوبها بسبب أحد المطاعم القريبة.

تحركات عاجلة واستنفار أمني

فور تلقي البلاغ، تحركت سيارات الحماية المدنية والإسعاف إلى موقع الحريق في سباق مع الزمن لمنع امتداد النيران إلى العقارات المجاورة. 

كانت ألسنة اللهب تتصاعد بكثافة ما دفع الأجهزة الأمنية إلى فرض طوق أمني حول المنطقة وإخلاء بعض المباني القريبة كإجراء احترازي، بينما واصل رجال الإطفاء جهودهم المكثفة التي استمرت لساعات وسط صعوبة في السيطرة على الحريق.

روايات متضاربة وشهادات السكان

أثناء اشتعال النيران، تداول السكان روايات عدة حول أسباب الحريق، إذ رجح البعض أن مصدره مرتبط بأحد المطاعم القريبة، مشيرين إلى أن مدخنة المطعم سبق أن تسببت في حوادث اشتعال مماثلة نتيجة تراكم الدهون فيها، هذه الفرضية أعادت الجدل حول إجراءات الأمان المتبعة في المنشآت التجارية، خصوصًا تلك التي تعتمد على زيوت الطهي بكثافة، وسط تساؤلات حول مدى التزامها بمعايير السلامة.

حديقة الطفل بين الحادث والمخاوف القديمة

لم يكن هذا الحادث بعيدًا عن الأزمات التي شهدتها المنطقة سابقًا، فحديقة الطفل المعروفة باسم “جوكي بارك” التي تقع بالقرب من موقع الحريق سبق أن تعرضت لبعض المشكلات التي أدت إلى إغلاق أجزاء منها مثل الملاهي بسبب عدم الالتزام بإجراءات السلامة، مما يفتح الباب أمام ضرورة إعادة تقييم إجراءات الأمان في هذا المرفق الحيوي الذي يستقبل آلاف الزوار يوميًا.

تحقيقات مكثفة وإجراءات منتظرة

بدأت الجهات المختصة تحقيقاتها لمعرفة السبب الفعلي للحريق وسط توقعات بصدور تقرير رسمي يكشف ملابساته، لكن الحادث يطرح تساؤلات مهمة حول ضرورة تشديد الرقابة على المنشآت التجارية خاصة تلك التي تعمل في قطاع المطاعم والتأكد من التزامها الصارم بمعايير السلامة لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.

رسائل تحذيرية ودروس مستفادة

رغم إخماد النيران، إلا أن الحادث يحمل رسائل واضحة بضرورة فرض إجراءات أكثر صرامة على المنشآت التي قد تشكل خطرًا على المناطق السكنية، مع أهمية الصيانة الدورية والالتزام بمعايير الحماية المدنية. ويبقى الجميع في انتظار نتائج التحقيقات لمعرفة السبب الحقيقي وراء هذا الحريق الذي هز مدينة طنطا وأعاد إلى الأذهان أهمية تطبيق معايير الأمان دون تهاون.