أكد الدكتور أيمن أبو عمر، من علماء وزارة الأوقاف، على أهمية الرحمة في التعامل مع المخالفين في الرأي، موضحًا أن الاختلاف بين البشر أمر طبيعي وسنة كونية، حيث قال الله تعالى: “ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم”.
وأشار الدكتور أيمن أبو عمر، خلال حلقة برنامج “رحماء بينهم”، المذاع على قناة الناس، إلى أن المجتمع بحاجة ماسة إلى ثقافة الاحترام والحوار الهادئ في حالات الاختلاف، مشددًا على أن الرحمة الحقيقية تظهر في أوقات النزاع، وليس فقط عندما يكون الجميع متفقًا.
وأضاف أن هناك من يعتبر كل من يختلف معه عدوًا، بينما المنهج النبوي يعلمنا الاستماع للآراء المختلفة وتقدير وجهات النظر الأخرى.
وضرب مثالًا بموقف النبي ﷺ مع عتبة بن ربيعة، الذي جاء يعرض على الرسول ﷺ التخلي عن دعوته مقابل المال أو الملك أو الجاه، فاستمع إليه النبي بصبر ورحمة، ثم سأله: “أوقد فرغت يا أبا الوليد؟”، وبعدما أجاب بالإيجاب، قرأ عليه النبي ﷺ آيات من سورة فصلت، مما أثر في قلبه وجعله يعود إلى قومه بوجه غير الذي ذهب به.
وأضاف أن الصوت العالي والعصبية ليست دليلًا على صحة الرأي، بل قد تكون علامة على ضعف الحجة، مشددًا على أن الإقناع الحقيقي يأتي بالحكمة والهدوء وليس بالجدال أو الفرض بالقوة، قائلا: “إذا تعاملنا مع المخالفين بالرحمة كما كان يفعل النبي ﷺ، سنكون ممن قال الله فيهم: (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)”.