تونا الجبل.. أسرار السحر والغموض في موقع أثري جذب مسلسل المداح 5″


كبير الأثريين: تونا الجبل منطقة مليئة بالأسرار

ظهرت منطقة تونا الجبل خلال أحداث الحلقة الرابعة من مسلسل المداح 5، وهى المنطقة التي أراد  أراد صابر الذهاب إليها، والتي تعد منطقة مليئة بالغموض والإثارة  في جذب الحالمين والمغامرين الذين يسعون لاكتشاف الأسرار المخبأة بين الصخور الصامتة.

ونستعرض خلال السطور التالية أسرار وخفايا منطقة تونا الجبل الواقعة في محافظة المنيا.

قال كبير الأثريين الدكتور مجدي شاكر أن منطقة تونة الجبل تشتهر بوجود السراديب التي تتعلق بالسحر ، ويعتبر ظهور المنطقة في مسلسل المداح  استغلال جيد لها ، خاصة أن المسلسل له متابعين في مصر والعالم العربي.

وأوضح الدكتور مجدي شاكر في تصريحات خاصة لـ “مصر تايمز” يبدو أن كاتب مسلسل المداح، قارئ جيد للتاريخ ، كما أن التعاويذ التي تعرض من خلال المسلسل ترجمتها صحيحة، مشيرا أن تصوير الاعمال الدرامية في المناطق الأثرية يعتبر بمثابة ترويجا للسياحة المصرية.

تونا الجبل  كانت مركزًا مخصصًا لعبادة الإله تحوت

 و أضاف كبير الأثريين  أن منطقة  تونا الجبل  كانت مركزًا مخصصًا لعبادة الإله تحوت، الذي ارتبط بالكتابة والحكمة، لذا، كانت السراديب مخصصة بشكل أساسي لطائر أبو منجل، رمز الإله، المومياوات الحيوانية التي وُجدت هنا ليست مجرد بقايا، بل هي دليل على طقوس مقدسة كانت تهدف إلى ضمان استمرارية الحياة والتناغم الكوني، وأحد أعظم الاكتشافات في تونا الجبل هو لوحة حجرية تعود إلى العصر البطلمي، نُقش عليها تعويذات دينية، تُظهر هذه النقوش كيف كان المصريون القدماء يعتقدون أن كتابة الكلمة تُخلّد الفكرة، وأن الموت ليس إلا انتقالًا إلى مرحلة أخرى من الوجود.

سراديب تونا الجبل ليست مجرد مدافن

وتعتبر سراديب تونا الجبل ليست مجرد مدافن أو ممرات تؤدي إلى مثوى الحيوانات المقدسة، بل هي بوابة سرية لعالم الأرواح، تتحدث إحدى الأساطير المحلية عن أرواح تسكن السراديب، تحرسها من الدخلاء وتحافظ على أسرارها، يُقال إن من يجرؤ على دخول السراديب في أوقات معينة من الليل يسمع همسات غامضة، أشبه بأغنيات قديمة بلغة غير مفهومة، هذه الأصوات، كما يعتقد البعض، هي أصوات الكهنة الذين قضوا حياتهم في خدمة الإله تحوت، وما زالوا يحمون مكانهم المقدس حتى بعد الموت.

ترتبط السراديب بشكل وثيق بالإله تحوت، إله الحكمة والكتابة. تُروى قصة مفادها أن تحوت نفسه كتب كتابًا يحتوي على أسرار الخلود والمعرفة المطلقة، وأمر كهنته بإخفائه في أعماق السراديب، يُقال إن من يعثر على هذا الكتاب سيحصل على الحكمة المطلقة، لكنه سيدفع ثمنها بفقدان روحه.

 و  تبقى سراديب تونا الجبل مكانًا يثير الخيال، حيث يتشابك الواقع مع الأسطورة، فهي ليست مجرد موقع أثري؛ إنها نافذة على عقلية أمة كانت تؤمن بأن الموت بداية جديدة، وأن كل عمل يُنجز على الأرض له تأثير على الخلود، وهذه السراديب تذكرنا بأن الحضارة المصرية القديمة لم تكن مجرد حضارة مادية، بل كانت حضارة فلسفية تنظر إلى الكون برؤية شاملة.