جريمة في الحي الشعبي.. الإبن العاق يتخلص من والدته بعد وصلة ضرب وتعذيب| القصة الكاملة

في جريمة هزت الرأي العام وأثارت مشاعر الغضب والأسى، قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة بإحالة أوراق محمد س. ع. س، المتهم بقتل والدته وتعذيبها حتى الموت، إلى مفتي الجمهورية، تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام بحقه.

 الجريمة التي وقعت داخل منزل الضحية لم تكن مجرد حادثة قتل، بل كانت قصة مأساوية عن خيانة الدم، حينما يتحول الابن إلى قاتل، ويديه التي كان يُنتظر منها الحماية تصبح أداة للغدر.

تفاصيل الجريمة

في مساء 17 يوليو 2024، كان الحي هادئًا كعادته، ولم يكن أحد يتخيل أن خلف أبواب منزل الحاجة فاطمة، التي تجاوزت السبعين عامًا، كانت تُرتكب واحدة من أبشع الجرائم.

لم تكن الحياة سهلة على محمد، رغم أن السبب لم يكن سوى نفسه رجل في الرابعة والأربعين من عمره، قضى حياته متكئًا على والدته، يستنزفها طلبًا للمال دون أن يسعى يومًا للعمل أو تحمل المسؤولية في تلك الليلة، دخل إلى منزلها بعينين ملتهبتين بالغضب، طالبًا المال مجددًا لكن هذه المرة، كان الرد مختلفًا.

“لا، لن أعطيك المزيد”، كانت كلمات والدته حاسمة، لكنها لم تكن تدرك أنها ستكون آخر ما تنطقه قبل أن تتحول حياتها إلى جحيم في لحظة، انهار آخر خيط من إنسانيته، وتحول الغضب إلى عنف بلا حدود.

أمسك مطواة وعصا خشبية، وبدأ في ضربها دون رحمة، لم يكن يسمع سوى أنفاسه المتسارعة، وصوت جسدها العجوز وهو يسقط مرارًا على الأرض عشر ساعات كاملة من التعذيب، لم يتوقف خلالها للحظة، وكأن الدم الذي بدأ يغطي الأرض زاده قسوة.

وحينما خبت أنفاسها الأخيرة، لم يتراجع أو يشعر بالندم، نظر إلى جسدها الهامد، ثم توجه إلى خزانتها، سرق ما تبقى من أموالها، وخرج، تاركًا وراءه مشهدًا مروعًا لن تمحوه الأيام.

القبض والمحاكمة

لكن العدالة كانت أسرع مما توقع، ففي غضون أيام، تكشفت الحقيقة، وسقط القاتل في قبضة الشرطة، لتبدأ فصول محاكمته.

وجهت النيابة العامة إليه عدة اتهامات، من بينها القتل العمد مع سبق الإصرار، التعذيب المؤدي إلى الوفاة، الاحتجاز غير القانوني، وحيازة سلاح أبيض دون ترخيص، وبعد جلسات مكثفة، جاء الحكم الذي انتظره الجميع: إحالة أوراقه إلى مفتي الجمهورية، تمهيدًا لتنفيذ حكم الإعدام بحقه.

النهاية المحتومة

داخل قفص المحكمة، وقف محمد شاحب الوجه، لكن نظراته لم تحمل ندمًا، بل صمتًا مخيفًا، كان يدرك أن النهاية اقتربت، وأن العدالة التي هرب منها لم تنسه في تلك اللحظة، ربما سمع صوتًا لم يكن يسمعه من قبل… صوت أمه، لكن هذه المرة لم يكن دعاءً له، بل عليه لعنة الدم قد حلت، ولن تزول أبدًا.