حافظنا على عرائس بوجي وطمطم كأنها أبناؤنا

يحل رمضان كل عام وتحل معه نسمات الزمن الجميل الذي يحمل في طياته ذكريات الطفولة ، والمسلسلات والأعمال الرمضانية التي لا تنسى مثل ألف ليلة و ليلة و فوازير نيللي وشريهان وفطوطة وبرامج عمو فؤاد التي قدمها الفنان الراحل فؤاد المهندس، و آذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت وتواشيح النقشبندي وفزورة آمال فهمي عبر آثير إذاعة البرنامج العام، ورائعة الفنان محمود رحمي بوجي وطمطم التي كان ينتظرها الكبار والصغارعلى مائدة الإفطار عندما تجتمع العائلة حول شاشة التليفزيون المصري.

وحاور مصر تايمز مصممة العرائس فوقية خفاجي زوجة الفنان الراحل محمود رحمي والتي شاركته في تصميم عرائس بوجي وطمطم، حيث كشفت كواليس الأيقونة الرمضانية، وسر نجاح بوجي وطمطم واستمرارها كإرث ثقافي.

فكرة بوجي وطمطم 

  قالت فوقية رحمي مصممة العرائس و زوجة مبتكر بوجي وطمطم الفنان الراحل محمود رحمي، أن  أول شخصية أداها كانت  “بقلظ” ، أما فكرة بوجي وطمطم بدأت تراوده عندما شاهد فرقة في رومانيا في فن العرائس، وكان لديه رسالة يريد تقديمها للطفل المصري من خلال فن العرائس، منذ بداية عمله في التليفزيون عام 1961  عندما وقع في غرام فن العرائس وغير مساره من النحت لفن العرائس و أنشأ إدارة العرائس بالتليفزيون المصري، وفي عام 1979  قام بعمل مسلسل “توتة وسمسم” الذي كان بداية لبوجي وطمطم.

وتابعت رحمي كان يهدف لتقديم شخصية الطفل المصري الوطني للكبار والصغار على حد سواء،وكانت البداية من خلال شخصيتين فقط هم بوجي وطمطم، ثم في كل عام بدأ يضيف شخصية جديدة للعمل مثل عم شكشك ، و زيكا و زيكو وطنط شفيقة.

وأضافت الفنان محمود رحمي  استطاع من خلال تلك الشخصيات، أن يبرز أهمية فن الطفل لأنه من أصعب الفنون، لإنشاء دولة أساسها ومستقبلها الطفل المصري تحمل  كل العادات والتقاليد والقيم المصرية الأصيلة.

و أشارت أن سر نجاح بوجي وطمطم أن الفنان رحمي تميز في فن الطفل بداية من كتابة الشخصية و رسالتها  وملابسها واختيار الفنان الذي سيقوم بتأدية الصوت بالإضافة إلى ممثل العرائس الذي يقوم بالحركة، حيث قام باختيار راقصين من معهد الباليه خصيصاً لهذا الدور منذ عرض أول موسم عام 1983 حتى آخر موسم عام 2000، فكان تجميع الحركة مع الصوت مع الدراما مع الفكرة لتظهر الشخصية كما ظهرت واجتمعت عليها الآراء، بالإضافة لمشاركة الشاعر  صلاح جاهين في كتابة تتر المسلسل والأغاني، كما ظهر أيضا ببعض المشاهد ممسكاً بالربابة ويغني بصوته مقولته المشهورة ” كان ياما كان، كان في إيه بوجي وطمطم عملوا إيه”.

اختيار الشخصيات 

 وأردفت فوقية رحمي  أن فكرة اختيار الشخصيات تعود إلى  بوجي  الذي يرمز إلى  الطفل الشقي  الذي يتصف بأنه  “زي القرد”، فاختار هذا الحيوان، أما طمطم فهي البنت اللطيفة الوديعة الهادئة كالأرنبة، وقد أبدع الراحل يونس شلبي في تأدية صوت بوجى، وكذلك هالة فاخر في تجسيد شخصية طمطم.

و أوضحت أن الأثر الذي تركه رحمي بعد 24 عاما فهو إرث راقي لفن الطفل والدولة قامت بتكريمه عندما أطلقت إسمه على الشارع الذي يقطن فيه منزله .

كما نوهت فوقية رحمي عن فكرة  حفاظها على هذا التراث والإرث الثقافي، تعود لها عندما وجدت أن العرائس التي كانت تصنع في التليفزيون بعد فترة يتم تكهينها، لذلك قررت مع الفنان محمود رحمي بتصنيع عرائس بوجي وطمطم في الاتيليه الخاص بهم في منزلهم لتعود ملكيتهم لهم وللحفاظ عليها، و أصبحت بوجي وطمطم بمثابة ابنائهم وليسوا مجرد عرائس، حتى وصل به الأمر إلى أنه ثار وغضب من مدير تصوير البرنامج عقب إنجاب ابنه أحمد، حينما قال إن “أحمد سيسحب البساط من بوجى”.

كواليس مسلسل بوجي وطمطم

وتحدثت فوقية رحمي زوجة الفنان العبقري محمود رحمي، وعادت بنا إلى رمضان زمان لتكشف لنا  عن كواليس مسلسل بوجي وطمطم   خلال التصوير حلقة من داخل السيرك، وتوجب دخول بوجي داخل الحلبة مع الأسد، وبالطبع لم يستطع أحد الدخول إلا المدرب ابراهيم الحلو، وفجأة هجم الأسد على بوجي ومزقه تماماً، وكان رحمي سيجن وقتها، وحاول دخول الحلبة والجميع أبعدوه بالقوة خوفاً عليه، فتوقف التصوير وكانت السيدة فوقية والفنان رحمي في أسوأ حالتهم، ولم يناموا في هذه الليلة حتى قاموا بإعادته مرة أخرى لحالته الطبيعية.

و أكدت أن الفنان محمود رحمي كان يهتم بتفاصيل العمل بشكل دقيق جدا ، حيث كان يبدأ العمل في إعداد بوجي وطمطم قبل شهر رمضان بحوالي 6 أشهر، وكان يفضل تسجيل الحلقات خلال  شهر رمضان المعظم  حتى إن الحلقات كانت تبث مباشرة، وكان يرى أن العمل فى رمضان تحل عليه البركة، نظراً لأن البسطاء من العاملين كانت تُصرف لهم مكافآت وبدلات نظير عملهم فى رمضان، مشيرة أيضا إلى أن رحمي كان مثل أى رجل شرقى يحرص على طقوس رمضان، وكان يهوى الوجود فى أجواء عائلية.