“حكماء المسلمين” بآسيا الوسطى ينظِّم ورشة عمل إقليميَّة حول أخلاقيَّات استخدام الذكاء الاصطناعي

نظَّم مجلس حكماء المسلمين في آسيا الوسطى، بالتعاون مع جامعة أوراسيا الوطنية ومجلس الشيوخ الكازاخي، ورشةَ عمل إقليمية بعنوان “الذكاء الاصطناعي والأخلاق: مستقبل مستدام”، بالعاصمة أستانا؛ حيث يجمع هذا الحدث الرائد صانعي السياسات والأكاديميين وقادة القطاع الصِّناعي في هذا المجال من مختلف أنحاء منطقة آسيا الوسطى لمناقشة الأبعاد الأخلاقية للذكاء الاصطناعي ودوره في تحقيق التَّنمية المستدامة.

حوكمة الذكاء الاصطناعي

وشارك في ورشة العمل، التي تُعَدُّ الأولى من نوعها في منطقة آسيا الوسطى التي تجمع بين الأكاديميين وجهات التَّشريع ومؤسسات المجتمع المدني، نخبةٌ من الشخصيَّات البارزة، من بينها رئيس جامعة أوراسيا الوطنيَّة، البروفيسور سيديكوف يرلان باتاشيفيتش، ونائب رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، جاكيب كاجمانوفيتش أسانوف، و د. دارخان قيدريالي، المشرف على فرع مجلس حكماء المسلمين في منطقة آسيا الوسطى، بالإضافة إلى خبراء من كازاخستان، وأوزبكستان، وقيرغيزستان، وروسيا، لمناقشة قضايا تتعلَّق بحوكمة الذكاء الاصطناعي، وحقوق الإنسان، والتَّطبيقات المبتكرة في مجالات التَّعليم، والرعاية الصحيَّة، والتعاون الإقليمي.

 

وفي كلمة ترحيبيَّة نيابةً عن رئيس مجلس الشيوخ الكازاخي، معالي مولين أشيمباييف، أكَّد نائب رئيس مجلس الشيوخ، زاكب أسانوف، أهمية تطوير الذكاء الاصطناعي والجوانب الأخلاقية المرتبطة به، مشيرًا إلى أنَّ الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزَّأ من حياتنا اليوميَّة، ويتم تطبيقه على نطاقٍ واسعٍ في مختلف المجالات، بما في ذلك الطب والتعليم والإدارة العامة.

 

وصرَّح الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، سعادة المستشار محمد عبد السلام، أنَّه يجب على القادة الدينيين والمؤسسات الدينية والتعليمية مواكبة التطورات التكنولوجيَّة التي فرضتها تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل مع صنَّاع السياسات لإطلاق ميثاق أخلاقي وتشريعات قانونية منظمة لتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بما يسهم في توظيفها بشكل إيجابي يخدم الإنسانيَّة.

 

من جانبه، قال يرلان باتشاللو، رئيس جامعة أوراسيا الوسطى، إنَّنا نعيش في عصر التطور السريع للذكاء الاصطناعي. من الخوارزميات البسيطة إلى الشبكات العصبية المعقدة؛ حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على إعادة تشكيل حياتنا، وتحويل العمليات التجاريَّة، وتحسين الرعاية الصحية، وخلق فرص جديدة في التعليم والعلوم، ومع ذلك، إلى جانب هذه التطورات المثيرة للإعجاب، تنشأ تحديات كبيرة، وهي تحديات يجب معالجتها ليس فقط من منظور تقني ولكن أيضًا من منظور أخلاقي.

 

وهدفت ورشة العمل إلى معالجة التحديات الأخلاقية الرئيسيَّة التي يطرحها الذكاء الاصطناعي؛ مثل حماية خصوصية البيانات، والمساءلة، والحد من التحيز الخوارزمي، إلى جانب تعزيز نماذج الحوكمة التي تضمن الحفاظ على العدالة والشمولية. كما ستتناول النقاشات موضوعات متنوعة منها حماية البيانات البيومترية، وتوليد البيانات الطبية الاصطناعية، والقدرات الرقمية للغة الكازاخية، بما يعكس الأولويات التكنولوجية والثقافية في المنطقة.

 

وصدر عن ورشة العمل التي شهدت حضورًا ومشاركة فاعلة إعلان ختامي يعكس الالتزام المشترك بتطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول، ومن خلال تعزيز التَّعاون بين الأوساط الأكاديميَّة، والحكوميَّة، والصِّناعيَّة، بالإضافة إلى عدد من التوصياتٍ حول السياسات العملية التي تخدم كازاخستان ومنطقة آسيا الوسطى، مما يعزِّز دور الابتكار الأخلاقي في بناء مستقبل أكثر شمولية واستدامة.

 

وفي خطوةٍ مهمةٍ لتعزيز التعاون الأكاديمي، تم توقيع مذكرة تفاهم بين جامعة أوراسيا الوطنيَّة وفرع مجلس حكماء المسلمين في آسيا الوسطى، مما يعكس التزامهما المشترك بتعزيز التعاون المستدام في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي.

 

وتأتي هذه المبادرة في إطار رسالة مجلس حكماء المسلمين الهادفة إلى تعزيز الحوار الأخلاقي، حيث يوسِّع المجلس نطاق تأثيره من نشر قيم التعايش بين أتباع الأديان والثقافات والعمل من أجل وحدة صف الأمة، إلى المساهمة في تطوير واستخدام التكنولوجيا الحديثة بشكل مسؤول وأخلاقي.