نظم مجلس حكماء المسلمين معسكر “Harmony Camp 2025” في مدينة باندونغ الإندونيسية، خلال الفترة من 24 إلى 27 فبراير 2025، وذلك بالتعاون مع عدد من المؤسسات المعنية بالحوار بين الأديان والقضايا البيئية، وهي Eco Learning Camp-Bandung، ومركز الدراسات الإسلامية بالجامعة الوطنية بإندونيسيا، وشبكة Gusdurian، وGreenfaith Indonesia، وذلك في إطار جهوده المستمرة لتعزيز التعايش السلمي والحوار بين الأديان في منطقة جنوب شرق آسيا.
ويُشرف الفرع الإقليمي لمجلس حكماء المسلمين في جنوب شرق آسيا، الذي يتخذ من العاصمة الإندونيسية جاكرتا مقرًّا له، على تنظيم هذا المعسكر، الذي يجمع أربعين شابًّا وشابة، يمثلون ست ديانات مختلفة؛ حيث تم اختيارهم من بين عشرات المتقدمين للمشاركة في هذا الحدث الفريد من نوعه. ويهدف المعسكر إلى تعزيز التفاهم المتبادل بين أتباع الديانات المختلفة، وتوفير مساحة للحوار والتواصل بين الشباب، بالإضافة إلى نشر الوعي البيئي وتعزيز دور القيم الدينية في حماية المناخ.
وتأتي هذه الفعالية ضمن جهود مجلس حكماء المسلمين لتعزيز التعايش في جنوب شرق آسيا؛ حيث يسعى المجلس إلى ترسيخ مبادئ الحوار والتسامح والإخاء الإنساني بين أتباع مختلف الثقافات والأديان في المنطقة، وتعزيز مشاركة الشباب في المبادرات التي تسهم في بناء مجتمعات أكثر سلامًا وتسامحًا.
ويُعد هذا المعسكر امتدادًا لمبادرات المجلس في دعم الشباب؛ حيث سبق له أن نظم منتدى شباب صناع السلام، الذي انعقدت منه نسختان؛ الأولى في لندن 2018، والثانية في جنيف 2022، والذي وفر منصة للحوار والتفاهم بين الشباب من مختلف الثقافات والأديان، كما شارك في تنظيم زمالة “أذادي” للشباب في باكستان، التي تهدف إلى تأهيل الشباب ليكونوا سفراء للسلام والتعايش، وكذلك برنامج زمالة الحوارات الطلابية من أجل الأخوة الإنسانية مع جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفي إطار التزامه بالمسؤولية الدينية تجاه قضايا البيئة والمناخ، يقود مجلس حكماء المسلمين جهودًا كبيرة في هذا المجال من خلال تنظيم قمة الأديان من أجل المناخ في نوفمبر 2023 بأبوظبي، التي توجت بإطلاق وثيقة “نداء الضمير: بيان أبوظبي المشترك لقادة ورموز الأديان من أجل المناخ” ، وتنظيم جناح الأديان لأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف في (COP28) بدبي، والمشاركة في تنظيم قمة الأديان من أجل المناخ في باكو أذربيجان2024، إلى جانب تنظيم جناح الأديان في مؤتمر المناخ (COP29)، وذلك بهدف تعزيز جهود قادة ورموز الأديان في مواجهة التحديات البيئية العالمية.
ويعكس معسكر “Harmony Camp 2025” التزام مجلس حكماء المسلمين بدعم المبادرات الشبابية، وتعزيز التعاون بين الأديان والثقافات، إضافة إلى دمج القيم الدينية في الجهود البيئية، بما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة قائمة على مبادئ التعايش والسلام في جنوب شرق آسيا والعالم.
