أوقفت السلطات الفرنسية ثلاثة رجال، عملوا حراسا في مدرسة “بيثارام” الكاثوليكية بشبهة تورطهم في انتهاكات واعتداءات جنسية ضد قاصرين، وهي قضية وجهت فيها انتقادات لرئيس الوزراء الحالي لعدم اتخاذه خطوات لوقف الانتهاكات ، وأُوقف الرجال الثلاثة الذين يبلغون من العمر 93 عاما و69 عاما و59 عاما أول أمس الأربعاء، بعد خضوعهم إلى تحقيقات أولية منذ بداية 2024. وهؤلاء هم من بين 11 شخصا بينهم رجال دين، كانوا تورطوا في الاعتداءات. لكن ثلاثة فقط بقوا حتى اليوم على قيد الحياة.
اعتداءات عنيفة وانتهاكات جنسية جسيمة
وتشتبه السلطات القضائية بوقوع اعتداءات عنيفة وانتهاكات جنسية جسيمة ضد أطفال تتراوح أعمارهم بين تسعة أعوام و17 عاما في مدرسة “بيثارام” الكاثوليكية الواقعة في مدينة “باو” بجنوب غرب فرنسا، في الفترة بين عامي 1957 و2004 ، ويقبع الآن اثنان من المشتبه بهم في الحجز لدى الشرطة فيما تم الإبقاء على متهم ثالث يبلغ من العمر 93 عام بحالة سراح.
وذكرت “فرانس انفو” إن أحد الموقوفين كان لا يزال يعمل حتى عام 2024. ويشتبه في أنه بدأ مع شريك آخر في ارتكاب اعتداءات جنسية منذ عام 1957.
وأثارت القضية جدلا في وسائل الإعلام الفرنسية لوجود احتمال بأن يكون رئيس الوزراء الحالي فرانسوا بايرو على علم بما كان يحصل في المؤسسة أو تم تنبيهه إلى ما كان يحصل هناك. وقبل عشرة أعوام كان بايرو بالفعل يشغل رئيس بلدية منطقة “باو”.
ونقل موقع “ميديابارت” في مقطع فيديو شهادة لمعلمة سابقة في المؤسسة تشير إلى أن “رئيس الوزراء فرانسوا بايرو وزوجته إليزابيث كانا على علم بالانتهاكات الحاصلة في المؤسسة” ، وقالت “إنها أخطرت رئيس الوزراء بما كان يحدث بشكل موثق لكنه لم يتخذ خطوات للتدخل”، وهو ما ينفيه بايرو اليوم.
وأوضحت جمعية “ضحايا مدرسة بيثارام” أن عددا قليلا فقط من بين 132 شكوى تم التقدم بها حتى الآن، تفتقد إلى إثباتات موثقة ، ولكنها تعتقد أن طبيعة التسلسل للجرائم المرتكبة من شأنها أن تكشف المزيد عن الملاحقات.
ونقلت “فرانس انفو” عن إحدى الضحايا قولها :”معرفة أن هذا الشخص الذي اغتصبني كان لا يزال في منصبه، أمر غير ممكن”، ونقلت أيضا عن كريستيان ميراند وهو قاضي سابق قام بالتحقيق في قضية مدرسة بيثارام “يمكن القول إن المدرسة أغمضت عينيها عما كان يحصل بداخلها. لا أحد كان يجهل ذلك”.