أكّد الرئيس اللبناني جوزف عون أن بلاده تواصل اتصالاتها الدبلوماسية مع أمريكا وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي اللبنانية، تصريح الرئيس عون جاء خلال استقباله، اليوم الثلاثاء، وفد “نادي الصحافة” برئاسة بسام أبو زيد، بحسب بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.
وأكّد عون أن “لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي مما تبقى من الأراضي اللبنانية التي احتلتها إسرائيل في الحرب الأخيرة، والقرار اللبناني في هذا المجال موحد في اعتماد الخيار الدبلوماسي لأن لا أحد يريد الحرب”.
ونفى الرئيس عون رداً على سؤال، أن “يكون هناك حصار على الطائفة الشيعية كما يروّج البعض” لافتاً إلى أن “الإجراءات المتخذة بالنسبة إلى شركات طيران إيرانية محددة مرتبطة بالعقوبات المفروضة على هذه الشركات ولا يمكن اعتبارها حصارا على الطائفة الشيعية الكريمة لأنها جزء أساسي من الجسم اللبناني وليست غريبة عنه.”
وأكد رئيس الجمهورية ” أن عملية إعادة الإعمار لن تكون بين ليلة وضحاها وهي مرتبطة بشكل أو بآخر بحصول الإصلاحات ومحاربة الفساد والإصلاح المالي وغيرها من المسائل التي اشرت اليها في خطاب القسم”، وقال “نريد العمل مع الجميع من أجل دولة تحظى بثقة العالم وتكون أولى مهامها محاربة الفساد”.
وشدد على ضرورة “إعادة بناء جسر الثقة بين اللبنانيين” رافضاً أن “يستقوي أحد بالخارج، والجميع لا يريد الحرب بل يريد الدولة”، وأضاف “علينا مقاربة الوضع بروية ومن دون تشنج ولا تخوين للآخر. اللبنانيون لا يريدون الحرب ولا العيش بين المتاريس لذلك اعتمدنا الخيار الدبلوماسي. لقد دفع اللبنانيون الثمن غاليا ويحق لهم العيش بأمان فلنتكل على بعضنا البعض ونتحّد في مواجهة الخارج ولا نكون ضدّ بعضنا البعض”.
وأكد الرئيس عون أن ” الدولة باتت مسؤولة عن ضبط الأمن والحدود بعدما استعادت قرارها وهو قرار اللبنانيين وليس غيرهم”، وأشار إلى أنه “سيقوم بجولة في الدول العربية والغربية بعد أن تأخذ الحكومة الثقة”، داعيا “الإعلاميين الى عدم التهجم على الدول الشقيقة والصديقة وعدم اعتماد الاثارة الطائفية.”
وجدّد رئيس الجمهورية “تأكيده على إيمانه بحرية الرأي والمعتقد لكن الحرية مسؤولية لئلا تصبح فوضى”، لافتاً إلى “أهمية دور الإعلاميين خصوصاً اذا كان نقدهم للإصلاح وليس للتجريح وتشويه الصورة ، واعتبر أنه إذا كانت الحرية متفلتة، فإن على القضاء أن يصحح المسار من خلال تطبيق القوانين.
وكان الجيش اللبناني قد استكمل انتشاره اليوم الثلاثاء في بلدات القطاعين الشرقي والأوسط في جنوب لبنان ، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها ، وبقي الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط رئيسية على طول الحدود في جنوب لبنان.
يذكر أنه كان تمّ الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في 26 نوفمبرالماضي. وبدأ تنفيذ وقف إطلاق النار فجر اليوم التالي. ووافقت الحكومة اللبنانية على استمرار العمل بموجب تفاهم وقف إطلاق النار حتى 18 فبراير الحالي. ولم تلتزم إسرائيل بتنفيذ الاتفاق منذ دخوله حيز التنفيذ.
غير أن مسؤولا إسرائيليا صرح أمس الاثنين بأن القوات الإسرائيلية سوف تبقي في خمسة مواقع استراتيجية في جنوب لبنان بالقرب من الحدود بعد الموعد النهائي المحدد للانسحاب المحدد له اليوم الثلاثاء.
وقد رفضت الحكومة اللبنانية أي تأخير آخر في الانسحاب الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى القتال مع حزب الله اللبناني.