طبيب المشاهير المزيف بقفص الاتهام.. أولى جلسات محاكمته بعد تسببه في كوارث طبية

في واحدة من أكثر القضايا الطبية إثارة للجدل، انطلقت اليوم أولى جلسات محاكمة الطبيب المزيف بمحكمة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، بعد أن خدع عشرات المرضى والمشاهير وأوهمهم بقدراته العلاجية، رغم أنه لم يحصل سوى على شهادة الابتدائية، القضية التي أثارت غضب الرأي العام كشفت عن استغلاله لثقة الناس، مما أدى إلى وقوع كوارث صحية خطيرة لبعض ضحاياه، وصلت إلى حد بتر أصابع أحد المرضى بسبب خطأ طبي فادح.

 

المتهم، الذي ظل لسنوات يقدم نفسه كطبيب متخصص في العلاج بالأعشاب والطب البديل، استطاع استقطاب العديد من الشخصيات العامة والفنانين الذين وثقوا به واعتمدوا على وصفاته العلاجية، رغم افتقاده لأي مؤهل طبي أو خبرة حقيقية. 

 

 

كان يستقبل مرضاه في عيادة خاصة، ويفرض رسومًا مرتفعة للكشف وصلت إلى 600 جنيه، مدعيًا امتلاكه أساليب علاجية متطورة تدمج بين الطب التقليدي والعلاج الطبيعي، مستغلًا جهل البعض وثقتهم المفرطة في العلاجات البديلة.

 

لكن سقوطه كان مدويًا، بعدما تسبب في كارثة طبية لأحد مرضاه، حيث قام بحقنه بطريقة خاطئة أدت إلى تورم شديد في اليد، ما تسبب في مشاكل حادة بالشرايين انتهت ببتر أصابع المريض. هذه الحادثة دفعت الجهات المختصة إلى فتح تحقيق موسع حول ممارساته الطبية المشبوهة، لتتكشف مفاجآت صادمة حول تاريخه، حيث تبين أنه لم يحصل سوى على شهادة الابتدائية، ولا يمتلك أي ترخيص لمزاولة المهنة، وأنه كان يعتمد على الدعاية الزائفة لجذب المرضى وتحقيق مكاسب مالية ضخمة.

انتحال صفة طبيب

النيابة العامة وجهت له تهمًا تتعلق بانتحال صفة طبيب، وممارسة مهنة الطب دون ترخيص، والتسبب في إلحاق أضرار جسيمة بالمرضى، وهي اتهامات قد تضعه أمام عقوبات صارمة. في الوقت نفسه، أثارت القضية تساؤلات واسعة حول كيفية تمكن شخص بلا مؤهلات من العمل لسنوات دون أن يتم كشفه، كما شددت الجهات المختصة بضرورة الرقابة الدورية واليومية على المراكز الطبية والعيادات الخاصة لضمان عدم تكرار مثل هذه الوقائع التي تهدد حياة المواطنين.

 

الجلسة الأولى من المحاكمة شهدت حضور عدد من الضحايا الذين طالبوا بأقصى عقوبة ممكنة، مؤكدين أن الأضرار التي لحقت بهم لا يمكن تعويضها، بينما يترقب الرأي العام الحكم في هذه القضية التي أصبحت نموذجًا صارخًا لخطورة الدجالين الذين يستغلون حاجة المرضى للعلاج.