غزة ليست للبيع أو المساومة ولا حق لأحد فيها إلا للشعب الفلسطيني.. ونأمل أن تسفر القمة العربية المرتقبة عن قرارات ملزمة برفض التطبيع مع الاحتلال دون حل القضية

ــ غزة ليست للبيع أو المساومة ولا حق لأحد فيها إلا للشعب الفلسطيني

 

ــ تصريحات ترامب امتداد لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض حلول غير شرعية

 

ــ الخطة الفلسطينية التي قدمها الرئيس أبو مازن ترتكز على إعادة الحياة إلى غزة

 

ــ نأمل أن تسفر القمة العربية عن قرارات ملزمة برفض التطبيع مع الاحتلال دون حل القضية الفلسطينية

 

ــ القمة العربية المرتقبة محطة مفصلية لتوحيد الموقف العربي بشأن القضية الفلسطينية

 

ــ متحدث فتح يكشف موقف الحركة من تشكيل حكومة الوفاق الوطني وإنهاء  الانقسام الفلسطيني

 

ــ متحدث فتح يكشف سر ترحيل الإفراج عن عن “مروان البرغوثي” لنهاية الاتفاق 

 

 ــ تأجيل الرئيس السيسي زيارته لواشنطن أحبط مخطط ترامب بشأن التهجير

 

 

كشف القيادي البارز عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، عن موقفهم من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين، ورؤيتها للجهود المصرية في قضية التهجير وملف إعمار غزة، إلى جانب مستجدات الحوار مع حركة حماس وموقف القيادة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من التطورات الجارية.

وأكد القيادي البارز عبد الفتاح دولة، المتحدث الرسمي باسم حركة فتح، في حوار خاص لـ”مصر تايمز”، أن تأجيل الرئيس السيسي زيارته لواشنطن أحبط مخطط ترامب بشأن التهجير، معتبرًا أن تصريحات ترامب تمثل جريمة حرب وانتهاكًا للقانون الدولي.

وأشار القيادي البارز في حركة فتح، إلى أن هذه المحاولات الأمريكية تُشكل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال، داعيًا المجتمع الدولي إلى موقف واضح يرفض التهجير القسري، مؤكدًا أن فلسطين، ومنها قطاع غزة، ليست للبيع أو المساومة، ولا حق لأحد فيها إلا للشعب الفلسطيني، لا سيما وأن مصر قدمت رؤية لحل الأزمة الفلسطينية.. وإلى نص الحوار.

 

 في البداية.. ما تعليقك على تصريحات الرئيس ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة؟

لقد عبرنا فلسطينيًا وعلى كل المستويات عن رفضنا القاطع لهذه التصريحات ولكل فكرة أو مخطط لتهجير شعبنا الفلسطيني من قطاع غزة أو الضفة الغربية، هذه التصريحات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وهي امتداد لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض حلول غير شرعية.

فلسطين هي الأرض والحق والهوية والوطن، ولن يقبل الشعب الفلسطيني بأي بديل عنها، بل هو اليوم أكثر إصرارًا على الثبات في أرضه وعلى حقوقه التاريخية، كما نؤكد في ظل هذه التصريحات على حق شعبنا الذي هُجِّر قسرًا في النكبة عام 1948، وفي النكسة عام 1967، في العودة إلى وطنهم وأرضهم وبيوتهم، وفقًا للقرار الأممي 194.

هذه المحاولات تُشكل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى سجل الاحتلال، وندعو المجتمع الدولي إلى موقف واضح يرفض التهجير القسري باعتباره انتهاكًا لاتفاقيات جنيف، كما نؤكد أن فلسطين، ومنها قطاع غزة، ليست للبيع أو المساومة، ولا حق لأحد فيها إلا للشعب الفلسطيني.

 

كيف تنظر حركة فتح للموقف المصري ودعوة القاهرة لانعقاد قمة عربية طارئة لإعادة إعمار غزة؟

الموقف المصري كان ولا يزال ثابتًا في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، حيث رفضت مصر بشكل قاطع مخطط تهجير الفلسطينيين، وكان لهذا الموقف الدور الكبير في إفشال هذه المخططات، خصوصًا في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر، وقد أظهر الرئيس عبد الفتاح السيسي التزامًا واضحًا بهذا الموقف عندما أرجأ زيارته إلى البيت الأبيض، رفضًا لأن يكون ملف التهجير على أجندة اللقاء.

أما فيما يتعلق بخطة إعادة الإعمار، فقد قدّمت مصر رؤية عملية تتماشى مع المصلحة الفلسطينية ومع خطة الحكومة الفلسطينية، لضمان إعادة إعمار غزة ضمن إطار سيادي فلسطيني، نحن في حركة فتح نؤكد أن أي جهود دولية وعربية يجب أن تصب في دعم الحق الفلسطيني، مع رفض أي حلول تستهدف تصفية القضية أو المساس بالسيادة الوطنية.

القمة العربية المقبلة يجب أن تكون محطة مفصلية لتوحيد الموقف العربي في مواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، ونحن نأمل أن تسفر عن قرارات عملية وملزمة، وملتزمة بخطة السلام العربية الرافضة للتطبيع مع دولة الاحتلال دون حل القضية الفلسطينية وليس مجرد بيانات، لضمان إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على كامل حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

 

سبق وأعلنت حماس رفض حركة فتح تشكيل حكومة وفاق وطني ولجنة إسناد مجتمعي ما تعليقك على ذلك؟

هذا غير دقيق، فحركة فتح لم ترفض حكومة الوفاق الوطني، بل التزمت بما تم الاتفاق عليه في لقاء بكين، والذي أكد على أولوية وقف العدوان، وتمكين الحكومة الفلسطينية الحالية باعتبارها حكومة كل الشعب الفلسطيني، وليست حكومة فصائلية، لتتحمل مسؤولياتها تجاه غزة كما في الضفة والقدس،  الى أن تنضج الظروف لتشكيل حكومة وفاق وطني وكذلك انتخابات شاملة.

أما فيما يخص لجنة الإسناد، فقد كانت لدينا تحفظات مشروعة تتعلق بعدم تعزيز الانقسام أو تكريس الفصل بين غزة والضفة، إلى جانب الحرص على دور منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، لقد قدمت السلطة الوطنية الفلسطينية خطتها الشاملة ورؤيتها لمعالجة هذه المخاوف، وهي رؤية تتماشى مع الطرح المصري والمصلحة الفلسطينية، ونأمل أن تتجاوب حركة حماس مع هذه الاعتبارات بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية ويُسرّع في إعادة إعمار غزة.

حكم الفصيل أدى إلى سقوط غزة تحت الحصار والعدوان الإسرائيلي

هل لدى حركة فتح خطة لإدارة قطاع غزة وإنهاء الانقسام الفلسطيني؟

المسألة ليست “إدارة غزة” بل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، نحن في حركة فتح لا نؤمن بحكم الفصيل، ورأينا خلال السنوات الماضية إلى أين أدى حكم الفصيل الواحد، حيث وقعت غزة تحت الحصار والعدوان، وتعرضت لأبشع المجازر، وها هو الاحتلال اليوم يسعى لاستكمال مشروعه بتهجير أهلها.

ما نريده هو تمكين السلطة الوطنية الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، من بسط سيادتها وإدارة قطاع غزة تحت مظلة الشرعية الفلسطينية، تمامًا كما هو الحال في الضفة الغربية بما فيها القدس، وهذا ليس استبعادًا لأي طرف، بل على العكس، فنحن نؤمن بأن حركة حماس جزء من النسيج الوطني الفلسطيني، لكن يجب أن تكون هناك إدارة وطنية موحدة، لا أن يبقى القطاع خاضعًا لإدارة منفصلة تعمّق الانقسام.

 

هل سيتم الإفراج عن القيادي مروان البرغوثي ضمن صفقة تبادل الأسرى؟

الحديث بالنسبة للإفراج عن  مروان البرغوثي سيكون في المراحل القادمة من الصفقة وليس المرحلة الحالية، لأن في إسرائيل  يحاولون تأخير بعض الأسماء الوازنة من الأسرى ذات العيار الثقيل حتى النهاية.

 

الأوضاع حاليًا بالضفة الغربية تعتبر استكمالًا لما حدث في غزة.. لماذا يُصرّ الاحتلال على عدوانه على الشعب الفلسطيني في جميع الجبهات؟

منذ السابع من أكتوبر، شن الاحتلال حربًا شاملة على شعبنا، ولم يكن العدوان محصورًا في غزة فقط، بل امتد إلى الضفة الغربية، والقدس، وحتى الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، هذا التصعيد ليس عشوائيًا، بل هو جزء من مشروع اليمين المتطرف في إسرائيل، الذي يسعى إلى فرض مخططات الضم والتهجير، ومنع تجسيد الدولة الفلسطينية، مستغلًا حالة العجز الدولي والدعم الأمريكي المطلق.

ما يحدث في الضفة الغربية هو محاولة لاستكمال المشروع الاستعماري ومخطط التهجير والضم و”فرض السيادة” عبر التوسع الاستعماري، وتصعيد القتل والاعتقالات، وفرض الحصار على المدن والمخيمات الفلسطينية وتدميرها وتهجير أهلها، حيث يوجد اليوم أكثر من 900 حاجز عسكري وبوابة حديدية تعيق حياة الفلسطينيين اليومية. نحن نؤكد أن هذه السياسة لن تحقق أهداف الاحتلال، وشعبنا الفلسطيني مستمر في صموده ونضاله حتى نيل حقوقه الوطنية.

 

ما موقف الرئيس أبو مازن من الأوضاع في غزة في “اليوم التالي”؟

الرئيس محمود عباس (أبو مازن) هو رئيس الشعب الفلسطيني بأكمله، وهو يعمل منذ اليوم الأول للعدوان على وقف المجازر وتحقيق انسحاب الاحتلال من غزة، وضمان إعادة الإعمار ضمن إطار سيادي فلسطيني كامل.

الخطة الفلسطينية التي قدمها الرئيس ترتكز على إعادة الحياة إلى غزة، وضمان عدم فرض أي حلول خارج الإطار الوطني، مع التمسك بالحقوق الوطنية في تقرير المصير، وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، كما يعمل الرئيس مع الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على إفشال مخطط التهجير، والتحرك نحو مسار سياسي يقود إلى إنهاء الاحتلال، استنادًا إلى الشرعية الدولية وحل الدولتين.

 

ما هي نتائج المباحثات الأخيرة التي تمت مع حماس في القاهرة؟

الوحدة الوطنية هي خيار استراتيجي لحركة فتح، ونحن ملتزمون بتحقيقها على أسس وطنية واضحة، بعيدًا عن أي ولاءات إقليمية أو حسابات حزبية، المباحثات مع حركة حماس مستمرة، ونأمل أن يكون هناك موقف مسؤول من طرفها لتحقيق المصالحة، استنادًا إلى معايير تضمن وحدة القرار الفلسطيني تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.

لقد قدمت القيادة الفلسطينية ثماني نقاط أساسية كمعايير لتحقيق الوحدة الوطنية، ونأمل أن تستجيب حركة حماس لهذه المبادئ، لأن التحديات التي نواجهها اليوم تستدعي موقفًا وطنيًا موحدًا، وليس استمرار الانقسام الذي يخدم فقط الاحتلال وأجنداته.