أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن رسالة سيدنا هود عليه السلام لقومه كانت تحذيرًا واضحًا من الغرور والاعتماد على القوة المادية دون الاعتراف بفضل الله.
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الأسبق، خلال حلقة برنامج “هديات الأنبياء”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن سيدنا هود عليه السلام خاطب قومه مذكرًا إياهم بنعم الله، حيث قال لهم كما جاء في القرآن الكريم: “أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ”، أي هل تظنون أنكم ببناء القصور في الأماكن المرتفعة ومعجزة في هيئتها تصنعون شيئًا يبقى إلى الأبد؟! ثم قال لهم: “وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ”، موضحًا أن قوم هود كانوا يظنون أن تشييد المباني الفاخرة وصنع التحف المعمارية قد يجعلهم خالدين، دون إدراك أن الموت سنة الله في خلقه، فقد مات آباؤهم وأجدادهم من قبلهم.
حقيقة الفناء
وأشار إلى أن هذه الغفلة عن حقيقة الفناء أدت بهم إلى الطغيان، حتى وصفهم القرآن بقوله: “وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ”، أي أنهم استخدموا قوتهم في الظلم والطغيان، ونسوا أن الله هو خالق الكون ومدبره، وهو الذي منحهم كل هذه النعم، وأنه قادر على سلبها إن لم يشكروه عليها.